Jupiter

حقق عالم فلك هاوٍ في النمسا اكتشافًا مهمًا، أول ملاحظة لتأثير جرم سماوي مجهول على كوكب المشتري، وكان جيريت كيرنباور، عضو جمعية علم الفلك للهواة النمساوية Sternfreunde Garsten، يستخدم تلسكوبه مقاس 14 بوصة لمراقبة كوكب المشتري في 28 أغسطس الساعة 12:45 ظهرا بالتوقيت الشرقي، عندما رأى انفجارًا ساطعًا من الضوء يظهر على سطح الكوكب.

ونتج الانفجار عن اصطدام جسم صغير، على الأرجح مذنب أو كويكب، بالغلاف الجوي لكوكب المشتري، وكان التأثير قويًا جدًا لدرجة أنه خلق موجة صدمية يمكن رؤيتها وهي تنتقل عبر سطح الكوكب، وكانت موجة الصدمة أيضًا قوية بما يكفي لإخراج الغلاف الجوي لكوكب المشتري عن محاذاة، مما تسبب في انتفاخه قليلاً.

وتم تسجيل التأثير بالفيديو بواسطة كيرنباور وعلماء فلك هواة آخرين، ويُظهر الفيديو وميضًا ساطعًا من الضوء تتبعه موجة صادمة تنتقل عبر سطح الكوكب، وأدى الاصطدام أيضًا إلى خلق بقعة مظلمة في الغلاف الجوي لكوكب المشتري، والتي من المحتمل أن تكون نتيجة لتبخر حطام الجسم في الغلاف الجوي.

ويعد هذا الاكتشاف مهمًا لأنها المرة الأولى التي يتم فيها ملاحظة تأثير على كوكب المشتري من قبل عالم فلك هاوٍ، ويسلط هذا الاكتشاف الضوء على أهمية علم الفلك للهواة في دراسة نظامنا الشمسي، والتأثير مهم أيضًا لأنه يزود العلماء برؤى جديدة حول طبيعة الغلاف الجوي لكوكب المشتري.

ويمكن استخدام موجة الصدمة الناتجة عن الاصطدام لدراسة بنية الغلاف الجوي وتكوينه، ويمكن استخدام البقعة المظلمة لدراسة ديناميكيات الغلاف الجوي، ويعد اكتشاف الاصطدام بمثابة تذكير بالمخاطر التي يواجهها كوكب المشتري من المذنبات والكويكبات، ومع ذلك، فهو أيضًا تذكير بمرونة كوكب المشتري.

ولقد نجا الكوكب من مليارات السنين من القصف، ومن المرجح أن يبقى على قيد الحياة أكثر من ذلك بكثير، ولا يزال العلماء يدرسون الاصطدام الأخير، ويحاولون تحديد حجم وتركيب الجسم الذي اصطدم بالمشتري، ويحاولون أيضًا تحديد كيفية تأثير التأثير على الغلاف الجوي للكوكب، وقد تم نشر اكتشاف التأثير في المجلة العلمية Nature Astronomy.

والورقة التي تحمل عنوان "اكتشاف وميض ساطع على كوكب المشتري" كتبها كيرنباور وأعضاء آخرون في جمعية Sternfreunde Garsten، وتصف الورقة ملاحظات التأثير وتحليل لقطات الفيديو، وخلص الباحثون إلى أن الاصطدام ناجم عن جسم صغير، من المحتمل أن يكون مذنبًا أو كويكبًا، يبلغ قطره حوالي 10 أمتار، وأطلق التأثير طاقة تعادل حوالي 100 مليون طن من مادة تي إن تي.

ولحسن الحظ، يستطيع المشتري التخلص من هذه الاصطدامات، وإذا اصطدم جسم مماثل الحجم بالأرض، فسيعاني كوكبنا من أضرار أكبر بكثير، ويلعب كوكب المشتري في الواقع دورا في حماية الأرض وبقية كواكب النظام الشمسي الداخلي من هذه الأنواع من التأثيرات، إما عن طريق التقاط أجسام تقترب من النظام الشمسي نفسه، أو بقذفها بعيدا عن الأرض.



إقراء إيضاً : كوكب شبيه بالأرض مختبئ في نظامنا الشمسي ... دليل علمي قوي على وجوده ! ... متابعة القراءة