TNOs
النظام الشمسي وراء نبتون هو مكان واسع وغامض، فهي موطن لمجموعة من الأجسام الجليدية، المعروفة باسم الأجسام العابرة لنبتون (TNOs)، والتي يعتقد أنها بقايا من تكوين النظام الشمسي، وواحدة من أكثر الأشياء المحيرة حول TNOs هي تجمعاتها، وتميل الأجسام TNO إلى التواجد في منطقتين مختلفتين من الفضاء: حزام كويبر والقرص المبعثر.
وحزام كويبر هو منطقة فضائية على شكل كعكة الدونات تمتد من مدار نبتون إلى حوالي 50 وحدة فلكية (AU) من الشمس، والقرص المبعثر هو منطقة أبعد من الفضاء تمتد من حوالي 50 وحدة فلكية إلى حوالي 100 وحدة فلكية من الشمس، ويُعتقد أن تجمع الأجسام TNO المعروفة باسم الأجسام العابرة لنبتون (TNOs) في هاتين المنطقتين ناتج عن قوة الجاذبية لجسم ضخم.
ويُعتقد أن كتلة هذا الجسم، الذي أُطلق عليه اسم "الكوكب التاسع"، تبلغ كتلته حوالي 10 أضعاف كتلة الأرض ويقع على بعد حوالي 400 وحدة فلكية من الشمس، وجاء أول دليل على وجود الكوكب التاسع في عام 2014، عندما نشر عالما الفلك مايك براون وكونستانتين باتيجين ورقة بحثية تشير إلى أن تجمعات الأجسام TNO يمكن تفسيرها من خلال قوة الجذب الثقالية لجسم ضخم.
وقد قوبلت ورقة براون وباتيجين بالتشكيك من قبل بعض علماء الفلك، ولكن منذ ذلك الحين تم دعمها من قبل دراسات أخرى، وفي عام 2020، أعلن عالما الفلك سكوت شيبارد وتشاد تروجيلو عن اكتشاف اثنين من أجسام TNO الجديدة التي يعتقدان أنهما جزء من نفس مجموعة أجسام TNO التي يُعتقد أنها متأثرة بالكوكب التاسع، ويقع هذان الجسمان الجديدان TNO في القرص المبعثر، وتتوافق مداراتهما مع وجود جسم ضخم في المنطقة.
والبحث عن الكوكب التاسع مستمر، ويستخدم علماء الفلك مجموعة متنوعة من التلسكوبات للبحث عن هذا الجسم بعيد المنال، وبالإضافة إلى الطرق التقليدية للبحث عن الأجسام الخافتة، يستخدم علماء الفلك أيضًا تقنيات جديدة، مثل عدسة الجاذبية الدقيقة، لمحاولة اكتشاف الكوكب التاسع، ويعد البحث عن الكوكب التاسع مهمة صعبة، ويُعتقد أن الجسم خافت جدًا وبعيد، مما يجعل من الصعب اكتشافه.
ومع ذلك، فإن علماء الفلك متفائلون بأنهم سيعثرون في نهاية المطاف على الكوكب التاسع، وسوف يكون اكتشاف الكوكب التاسع بمثابة علامة بارزة في استكشاف النظام الشمسي، وسوف يوفر رؤى جديدة حول تكوين وتطور نظامنا الكوكبي، وسوف يكون أيضًا إنجازًا علميًا كبيرًا، وسيكون مصدر إلهام للجيل القادم من علماء الفلك.
الآثار المترتبة على اكتشاف الكوكب التاسع
إن اكتشاف الكوكب التاسع سيكون له تأثير عميق على فهمنا للنظام الشمسي، وسيوفر رؤى جديدة حول تكوين وتطور نظامنا الكوكبي، كما أنه سيثير أسئلة جديدة حول طبيعة كوننا، ومن أهم الآثار المترتبة على اكتشاف الكوكب التاسع هو تأكيد وجود كوكب تاسع في نظامنا الشمسي، وسيكون هذا إنجازًا علميًا كبيرًا، وسيكون له تأثير كبير على فهمنا للنظام الشمسي.
وإن اكتشاف الكوكب التاسع سيثير أيضًا أسئلة جديدة حول طبيعة كوننا، لماذا يوجد كوكب تاسع في نظامنا الشمسي؟ ما هو أصله؟ كيف تشكلت؟ هذه مجرد بعض الأسئلة التي سيحتاج العلماء إلى الإجابة عليها إذا تم العثور على الكوكب التاسع، وسيكون اكتشاف الكوكب التاسع حدثًا رائدًا حقًا، ومن شأنه أن يحدث ثورة في فهمنا للنظام الشمسي والكون، كما أنه سيكون مصدر إلهام للجيل القادم من العلماء والمستكشفين.
الدليل العلمي على الكوكب التاسع
يعتمد الدليل العلمي على وجود الكوكب التاسع على تجمع أجسام TNO في حزام كويبر والقرص المبعثر، ومدارات هذه الأجسام TNO ليست عشوائية، ولقد تم محاذاة جميعها بطريقة تشير إلى أنها تتأثر بجسم ضخم، وبالإضافة إلى تجمعات الأجسام TNO، هناك أيضًا دليل على اضطرابات الجاذبية في مدارات الأجسام الأخرى في النظام الشمسي.
ويمكن أن تكون هذه الاضطرابات ناجمة عن قوة الجاذبية للكوكب التاسع، والأدلة على الكوكب التاسع ليست قاطعة بعد، ومع ذلك، فهي قوية بما يكفي لتبرير مزيد من التحقيق، ويواصل علماء الفلك البحث عن هذا الجسم بعيد المنال، وهم واثقون من أنهم سيعثرون عليه في النهاية.