Life
على مدى ستة عقود، كان العلماء يسعون وراء "بصمات تقنية" بعيدة المنال يمكن أن تكشف عن وجود حياة ذكية خارج الأرض داخل عالمنا الواسع، ويُعتقد أن هذه العلامات المنبهة مخبأة ضمن إشارات الراديو خارج كوكب الأرض، ومع ذلك، واجهت الجهود السابقة قيودًا، حيث اعتمدت في المقام الأول على مراصد واحدة للكشف عن هذه الإشارات.
ويمثل استخدام المراصد الفردية تحديين رئيسيين، وأولاً، تداخلت إشارات الراديو الأرضية مع البيانات، مما أدى إلى تشويش عملية البحث، وثانيًا، ركزت هذه الجهود بشكل أساسي على التقاط إشارات ذات ترددات أعلى، عادةً حوالي واحد جيجاهيرتز، بما يتماشى مع نطاق التلسكوبات ذات الطبق الواحد المستخدمة.
وفي تطور حديث، تم تصميم مشروع بحثي تعاوني بقيادة كلية ترينيتي في دبلن، إلى جانب مشاركة ثلاثة مراصد - تلسكوب لوفار الأيرلندي، وتلسكوب بريكثرو ليسن في أكسفورد، ومرصد أونسالا الفضائي السويدي - للتغلب على هذه القيود التقنية التي أعاقت البحث عن حياة ذكية خارج الأرض.
وتحت قيادة البروفيسور إيفان كين، الأستاذ المشارك في علم الفلك الراديوي في كلية ترينيتي للفيزياء ورئيس تلسكوب لوفار الأيرلندي، ابتكر هذا الفريق الدولي نهجًا متعدد المواقع يتضمن تلسكوبات متعددة، وتمكنهم هذه التقنية من استكشاف نطاق ترددي أقل بكثير مما تم فحصه سابقًا، حيث يتعمق المشروع الحالي في نطاق 110 إلى 190 ميجا هرتز.
![]() |
تلسكوب لوفار الأيرلندي أحد 3 تلسكوبات مشاركة في مشروع رصد البصمات التقنية لحياة ذكية محتملة خارج كوكب الأرض |
ويوفر استخدام مواقع متعددة ميزة حاسمة: فهو يقلل من احتمالية استقبال إشارات راديوية "إيجابية كاذبة"، والتي يمكن أن تنتج عن التداخل من مصادر أرضية عديدة، ويقلل هذا النهج المعزز من فرص التوصل إلى نتائج مضللة، وشارك الفريق منهجيته وأبحاثه الجارية في المجلة الفلكية اعتبارًا من 24 أكتوبر.
وحتى الآن، غطى استكشافهم 1.6 مليون نظام نجمي تم تحديدها كأهداف مثيرة للاهتمام من قبل البعثات الفضائية Gaia وTESS، بقيادة وكالة الفضاء الأوروبية وناسا، على التوالى، ومن المؤسف أنه لم يتم التوصل إلى نتائج حاسمة حتى الآن، وعلى الرغم من الغياب الحالي للاختراقات، فإن البحث عن الذكاء خارج كوكب الأرض سوف يستمر.
وأكد الباحثون في بيانهم الصحفي أن تلسكوب لوفار الأيرلندي، سيخضع لسلسلة من التحديثات المرحلية في جميع محطاته الأوروبية، وستمكن هذه التحسينات البحث عن حياة ذكية من توسيع نطاق التدقيق ليشمل نطاق ترددات الإشارات الراديوية التي تمتد من 15 إلى 240 ميغاهيرتز، ويبقى السؤال النهائي: هل سيؤدي هذا الاستكشاف المكثف إلى دليل ملموس على وجود حياة ذكية خارج الأرض؟.