Planet
يظل الكوكب التاسع لغزًا كونيًا غامضًا، بعيد المنال ويصعب اكتشافه في العوالم البعيدة وراء بلوتو، وتنشأ الصعوبات المتأصلة من الظلام الشديد والبرد القارس والمسافة الشاسعة التي تحيط بهذا الجرم السماوي الافتراضي، وإن عدم اليقين بشأن موقعه الدقيق يزيد من تعقيد عملية البحث، حيث أن الكون واسع، وهدفنا هو مجرد بقعة صغيرة، وتحاول العديد من الفرضيات كشف الغموض.
ويقترح أحدهم أننا ببساطة لم نرصد الكوكب التاسع بعد، المختبئ داخل الامتداد الكوني، وهناك احتمال آخر يشكك في وجود الكوكب تمامًا، ويقترح أنه قد يكون مجموعة من الصخور الفضائية وليس كوكبًا منفردًا، ومع ذلك، فإن رؤى جديدة من الفيزيائيين كاثرين براون من كلية هاميلتون وهارش ماثور من جامعة كيس ويسترن ريزيرف تقدم منظورًا جديدًا.
وتشير أبحاثهم إلى أن ما تم تفسيره كدليل على تأثير الجاذبية للكوكب التاسع الغامض يمكن أن يشير إلى خلل في فهمنا الحالي للجاذبية، المتجذر في النسبية العامة لأينشتاين، وتتعمق دراستهم في ديناميات نيوتن المعدلة (MOND)، وهو نموذج جاذبية بديل يظهر عندما تنخفض قوى الجاذبية الكلاسيكية، التي تصفها قوانين نيوتن، إلى ما دون عتبة معينة.
وتقدم MOND تفسيرًا فريدًا لعمليات الرصد على نطاق المجرة، وتحديدًا تلك التي لا علاقة لها بالمادة الطبيعية، مثل دوران المجرة غير المتوقع وتأثيرات العدسات، وهذه السمات تجعله بديلاً جذابًا لمفهوم المادة المظلمة، وتم استنتاج وجود الكوكب التاسع بناءً على أنماط مدارية غير عادية تمت ملاحظتها في النظام الشمسي الخارجي، حيث تعبر العديد من الأجسام الجليدية الصغيرة مدارات إهليلجية واسعة.
ويبدو أن بعض هذه الأجسام تتجمع معًا بطرق تشير إلى أنها تسترشد بجاذبية كوكب ضخم غير مرئي، وقرر براون وماثور استكشاف ما إذا كان بإمكان MOND تفسير هذا التجمع المداري، وكشفت عمليات المحاكاة التي أجروها أنه في إطار نظام MOND، يجب أن تتماشى الأجسام الموجودة في النظام الشمسي الخارجي تدريجيًا مع مجال الجاذبية لمجرة درب التبانة، مما يعكس التجمع المرصود.
ومن المهم ملاحظة أن هذا البحث لا يثبت بشكل قاطع أن ديناميات نيوتن المعدلة MOND هو سبب السلوك الغريب في النظام الشمسي الخارجي، والبيانات المتاحة غير كافية لاستخلاص نتيجة واضحة، وهناك حاجة إلى عمليات محاكاة ديناميكية أكثر شمولاً لمزيد من التحقيق في هذه الفرضية.
وفي النهاية، سواء كانت ديناميات نيوتن المعدلة MOND هي الإجابة أم لا، فإن هذه الدراسة تؤكد على إمكانات النظام الشمسي الخارجي كأرضية اختبار لفهمنا للجاذبية والمبادئ الأساسية للفيزياء، وهو يدعونا إلى اعتبار أن الكون لا يزال يحمل أسرارًا عميقة، مما يتحدى نماذجنا الحالية ويدفعنا إلى استكشاف طرق جديدة للبحث العلمي.