Life

هل شعرت يومًا أنك تنتظر دائمًا اللحظة المناسبة لبدء الحياة حقًا؟ ربما تنتظر التخلص من بعض الوزن، أو اكتساب المزيد من المعرفة، أو العثور على الوقت المثالي لإجراء تغييرات كبيرة في الحياة؟ هذا الشعور، الذي يُعرف بمتلازمة "الحياة المؤجلة"، هو حالة نفسية حيث يتأخر الأفراد بشكل دائم في احتضان الحاضر وتجربة الحياة على أكمل وجه.

وسلطت يوليا كوفاليفسكايا، عالمة نفسية ومدربة متخصصة في التنمية الشخصية لمحترفي الأعمال، الضوء على هذه المتلازمة في مقابلة مع وكالة أنباء منطقة موسكو، ووصفتها بأنها تأجيل دائم للفرح والإنجاز، حيث يحجم الناس عن عيش أفضل حياتهم بسبب ظروف معينة يعتقدون أنها بحاجة إلى تحقيقها أولاً.

Message Dialog

وغالبًا ما تدور عقلية التأجيل هذه حول ظروف مثل انتظار تغيير المنزل، أو الزواج، أو حتى الطلاق، مع الاعتقاد بأن الحياة ستبدأ بطريقة جيدة بعد هذه الأحداث، وسلطت كوفاليفسكايا الضوء على نقطة حاسمة، وهي أن أولئك المحاصرين في هذه المتلازمة لا يستمتعون بالحاضر تمامًا، ويفشلون في إدراك أن المرحلة الحالية من الحياة يمكن أن تكون الأجمل والأكثر إشباعًا.

ويصبح الأمر بمثابة سعي لا نهاية له للحاق بالمثال بعيد المنال، مما يترك متعة اللحظة الحالية غير مستغلة، ولقد طرحت سؤالاً مؤثراً على أولئك الذين وقعوا في هذه الدورة: لماذا ننتظر الوقت المثالي لاحتضان السعادة وعيش الحياة على أكمل وجه عندما تحمل كل لحظة هذه الإمكانية؟

وشددت عالمة النفس أولغا كوروبينيكوفا، في مقابلة مع القناة الخامسة، على أهمية معالجة هذه القضايا في الوقت الحاضر، وشددت على أن معالجة المواقف والمخاوف الماضية أمر بالغ الأهمية للتحرر من هذه الحالة النفسية المعقدة، وغالبًا ما تنبع متلازمة "تأجيل الحياة" من المخاوف أو عدم اليقين أو السعي المتواصل لتحقيق الكمال.

ومع ذلك، فإنه يمنع الأفراد من تجربة ثراء لحظات الحياة، وتؤكد كوفاليفسكايا وخبراء آخرون على أهمية اغتنام الحاضر ومعالجة القضايا بشكل مباشر للتحرر من دائرة التأخير الدائم هذه، وفي جوهر الأمر، عيش الحياة على أكمل وجه لا يتطلب انتظار الظروف المثالية، ويتعلق الأمر باحتضان الحاضر، والتعامل مع التحديات، وإيجاد المتعة في الرحلة نحو تحقيق الذات، بدلاً من الانتظار المستمر لمستقبل مثالي قد لا يأتي أبدًا.



إقراء إيضاً : أعضاء يمكن للإنسان أن يعيش من دونها ! ... متابعة القراءة