Spokes

لفتت صورة حديثة التقطها تلسكوب هابل الفضائي الانتباه مرة أخرى إلى لغز طويل الأمد يحيط بحلقات زحل، وهذه الظاهرة، المعروفة باسم "القضبان الشراعية" أو "spokes"، أثارت اهتمام العلماء لأكثر من أربعة عقود، حيث قدمت ميزات عابرة وغامضة داخل حلقات الكوكب الشهيرة.

وتقدم الصورة المركبة، التي تم التقاطها في 22 أكتوبر 2023، نظرة فاحصة على زحل من مسافة حوالي 1.37 مليار كيلومتر (850 مليون ميل)، وعلى الرغم من أن مشهد زحل قد يبدو مألوفًا، إلا أن هذه الصورة تحمل تفاصيل مثيرة للاهتمام استعصت على الفهم لسنوات.

Message Dialog

وكان تلسكوب هابل الفضائي، في مداره الذي دام ثلاثة عقود حول الأرض، أداة محورية لجمع رؤى كونية لا تقدر بثمن، وظل العلماء يتتبعون "القضبان الشعاعية" الغامضة داخل حلقات زحل لفترة طويلة، وتشبه هذه السمات المميزة تشكيلات شبحية تنزلق عبر الحلقات، وتظهر وتختفي في مواقع مختلفة اعتمادًا على موقع زحل في دورته المدارية.

وعند الفحص الدقيق للشريط الداخلي الكثيف لحلقات زحل، يمكن للمرء أن يميز هذه الأشكال الغامضة، وهي سمات سريعة الزوال تشبه كيانات بحجم الأرض تبدو وكأنها تدور مع الحلقات، ومع ذلك، على الرغم من المراقبة المكثفة، لا يزال المجتمع العلمي في حيرة من أمره بشأن طبيعتها الحقيقية.

وتزيد الطبيعة العابرة لهذه "القضبان الشعاعية" من التحدي المتمثل في دراستها، وهي تظهر في مدارين أو ثلاثة مدارات فقط حول زحل قبل أن تتلاشى، مما يجعل مراقبتها تحديًا تاريخيًا، ورصدت فوييجر 2 هذه المعالم لأول مرة في عام 1981، تلتها عدة مشاهدات خلال مهمة كاسيني، التي دارت حول زحل من عام 2004 إلى عام 2017.

 وفي الوقت الحاضر، يواصل تلسكوب هابل رصد هذه الظاهرة غير العادية كجزء من برنامج تراث الكواكب خارج المجموعة الشمسية (OPAL)، الذي يراقب أنماط الطقس على عمالقة الغاز داخل نظامنا الشمسي.

وسلطت إيمي سيمون، العالمة الرئيسية في أوبال في مركز جودارد لرحلات الفضاء التابع لناسا، الضوء على النظرية الرائدة التي تربط "القضبان الشعاعية" بالمجال المغناطيسي القوي لزحل وتفاعله المحتمل مع القوى الشمسية، وتشير هذه الفرضية إلى أن هذه الميزات قد تكون نتيجة للتفاعلات الشمسية مع المجال المغناطيسي لزحل.

وكشفت ملاحظات هابل السابقة أن هذه "القضبان الشعاعية" تظهر نمطًا موسميًا، حيث يستمر كل موسم زحل حوالي سبع سنوات، وأوضح سيمون أيضًا أنه مع اقتراب زحل من الاعتدال، يتوقع العلماء زيادة نشاط الشعاع، مع ظهور قضبان أكثر تكرارًا وأكثر قتامة خلال السنوات القليلة المقبلة.

وينشأ هذا التوقع من ميل زحل أثناء الاعتدال، مما يؤدي إلى محاذاة الكوكب وحلقاته بطريقة تزيد من حدة الاصطدام بين الرياح الشمسية والمجال المغناطيسي للكوكب، مما قد يؤدي إلى ميزات أكثر وضوحًا وضوحًا، على افتراض أن النظرية الرائدة صحيحة، ويأمل العلماء أن تؤدي عمليات الرصد المستمرة بواسطة تلسكوب هابل إلى الكشف تدريجياً عن الأسرار الكامنة وراء ظاهرة "الشريط الشعاعي"، مما يلقي الضوء على هذا اللغز السماوي الدائم.



إقراء إيضاً : اكتشاف مستعمرة قديمة غارقة منذ آلاف السنين قبالة سواحل أستراليا ... متابعة القراءة