2024

مع دخولنا عام 2024، تظهر تنبؤات مناخية مثيرة للقلق، تشير إلى أن هذا العام قد يصبح الأكثر سخونة في تاريخ البشرية، ولقد شهد العام الماضي بالفعل إنجازا هاما، حيث تجاوز الرقم القياسي السابق لأعلى متوسط لدرجات الحرارة العالمية، وكانت هذه هي المرة الأولى التي يقترب فيها متوسط درجة حرارة الأرض من علامة 1.5 درجة مئوية الحرجة، والتي تم تحديدها على أنها عتبة الخطر في اتفاقية باريس لعام 2015.

ويعرب العلماء الآن عن قلقهم من أن عام 2024 قد يكون العام الذي يخترق فيه كوكبنا حاجز 1.5 درجة لأول مرة، وتشكل عتبة درجة الحرارة هذه أهمية بالغة، لأنها تعمل كحافز للتغيرات المناخية التي تساهم في ارتفاع درجات الحرارة بشكل لا يمكن السيطرة عليه، ورغم التوقعات بانخفاض مؤقت في درجات الحرارة العالمية بعد انتهاء مرحلة "النينيو" الحالية في أبريل 2024، فإن الاتجاه العام يظل مدعاة للقلق.

Message Dialog

ويمتد تأثير تجاوز علامة 1.5 درجة مئوية إلى مختلف النظم البيئية، حيث تعد الشعاب المرجانية الاستوائية من بين الأكثر عرضة للخطر، وقد تشهد هذه الشعاب المرجانية، التي تعد موطنًا للتنوع البيولوجي الكبير، تأثرًا مدمرًا بنسبة 99٪، مما يشكل تهديدات للحياة البحرية ويعرض سبل عيش ما يقرب من مليار شخص يعتمدون عليها في الغذاء والدخل للخطر.

ويحذر عالم التنوع البيولوجي أليكس بيجوت، من جامعة كاليفورنيا، من أنه حتى لو أدت الجهود الحالية إلى الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية، فإن 15٪ من الكائنات الحية قد لا تزال تواجه خطر فقدان ثلث نطاقها الجغرافي الحالي، ويتضاعف هذا الخطر إلى 30% إذا وصل متوسط درجة الحرارة إلى 2.5 درجة مئوية.

كما أن تجاوز علامة 1.5 درجة يزيد من خطر حدوث موجات حر شديدة تتجاوز قدرة الأجسام البشرية على التعافي، وقد تشهد المناطق الجغرافية مثل الخليج العربي وجنوب آسيا وشمال الصين مستويات رطوبة مرتفعة، مما يؤدي إلى مخاطر صحية خطيرة.

وتشمل العواقب الوخيمة زيادة خطر انقراض الأنواع، واشتداد العواصف، وانهيار الصفائح الجليدية، وهناك حاجة إلى اتخاذ تدابير عاجلة لمعالجة هذه المخاطر، مع تأكيد العلماء على الخطوة الحاسمة المتمثلة في القضاء على انبعاثات الغازات الدفيئة المسؤولة عن ظاهرة الاحتباس الحراري، وتعتبر الجهود الرامية إلى خفض الانبعاثات الناجمة عن الفحم والنفط والغاز، والتي تمثل 80% من الاستهلاك العالمي للطاقة، ضرورية لمكافحة أزمة المناخ المتصاعدة.



إقراء إيضاً : ماذا سيحدث لو اختفت جميع أسماك المحيط؟ ... متابعة القراءة