Black Hole

الثقوب السوداء، هي كيانات كونية غامضة ذات قوى جاذبية هائلة، أبهرت العلماء لعقود من الزمن، وفي عام 2019، صنع فريق Event Horizon Telescope (EHT) التاريخ من خلال التقاط أول صورة على الإطلاق لثقب أسود، والآن، اتخذوا قفزة عملاقة إلى الأمام من خلال الكشف عن الصورة الأكثر تفصيلاً لنفس الثقب الأسود، M87، ودعونا نستكشف التقدم والتقنية وراء هذا الإنجاز الاستثنائي.

وتم التقاط الصورة الأولية للثقب الأسود M87 في عام 2017 باستخدام ثمانية تلسكوبات على ارتفاعات عالية منتشرة في مواقع مثل تشيلي والقارة القطبية الجنوبية، وتضمن تعقيد العملية مزامنة الساعات الذرية، والاستفادة من دوران الأرض، ومعالجة البيتابايت من بيانات التلسكوب RAW.

وكانت النتيجة صورة تعرض "الدائرة" المتوقعة مع ثقب أسود مركزي وقرص تراكمي يتكون من مادة مسحوبة من النجوم القريبة، وبعد مرور عام، التقط فريق EHT صورة أخرى، هذه المرة باستخدام تلسكوب إضافي في جرينلاند.

وأدى دمج هذا التلسكوب الجديد إلى تحسين دقة الصورة بشكل كبير، خاصة في الاتجاه الشمالي الجنوبي، كما ساهم التلسكوب المليمتري الكبير، وهو أحد المنصات الأصلية، في تعزيز الحساسية بسطحه البالغ طوله 50 مترًا، وبالإضافة إلى ذلك، تم إدخال تقنيات جديدة لتحليل البيانات لتعزيز الدقة.

وكانت النتيجة صورة أكثر وضوحًا وسطوعًا، وكشفت عن تأثيرات دوبلر/آينشتاين التي جعلت الثقب الأسود يبدو أكثر سطوعًا من جانب واحد، وكان التغيير الأكثر أهمية الذي تم ملاحظته هو التحول في ذروة السطوع حول الحلقة، وهي ظاهرة تنبأت بها النسبية العامة، وأوضح الدكتور بريت جيتر من ASIAA التايوانية أن تذبذب الجزء الأكثر سطوعًا من الحلقة ناتج عن انبعاث القرص الفوضوي المتراكم حول الثقب الأسود.

ولا توفر الصورة الجديدة رؤية أوضح للثقب الأسود فحسب، بل تؤكد من جديد أيضًا سلامة وتكرار التقنيات العلمية المستخدمة، وشدد الدكتور كييتشي أسادا من ASIAA على أهمية تأكيد وجود الحلقة في مجموعة بيانات جديدة، واصفًا إياها بأنها معلم رئيسي للتعاون.

ولا ينوي تعاون EHT التوقف هنا، ويخططون لتعزيز فهمهم العلمي بشكل أكبر من خلال عمليات رصد جديدة مقررة في النصف الأول من عام 2024، والهدف هو التقاط صور متعددة لإنشاء أول "فيديو" للثقب الأسود، يعرض تحركاته الفوضوية، ومع ذلك، فإن تحقيق هذا العمل الفذ قد يستغرق عدة سنوات وتضافر جهود العديد من العلماء.