Everest

يواجه جبل إيفرست، أعلى قمة على وجه الأرض، مشكلة هائلة - فقد أصبح أعلى مكب للقمامة في العالم، والمتسلقون الذين يواجهون هذا التحدي الهائل مكلفون الآن أيضًا بالتنظيف بعد أنفسهم، ويقدر الخبراء أن حوالي 50 طنًا من القمامة تتناثر في الجبل، بينما يولد معسكر قاعدة إيفرست وحده 75 طنًا من النفايات في كل موسم تسلق.

ويسلط تقرير لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية الضوء على خطورة الأمر، وتكشف خريطة كاشفة مدى مشكلة النفايات التي يعاني منها جبل إيفرست، ويقع جبل إيفرست داخل متنزه ساجامارثا الوطني في نيبال، ويقف في منطقة خومبو، ويمتد موقع التراث العالمي التابع لليونسكو على مساحة 124400 هكتار، ويضم بعضًا من أعلى قمم الكوكب، بالإضافة إلى ما يقرب من 200 قرية شيربا.

Message Dialog

والسياحة في الحديقة تتزايد بشكل مطرد منذ سنوات، وشهدت طفرة سريعة في الآونة الأخيرة، وبين عامي 2014 و2017، تضاعفت أعداد الزوار، حيث يتدفق ما يقرب من 60 ألف سائح أجنبي وآلاف المرشدين إلى المنطقة سنوياً، في حين أن السياحة تدر إيرادات للحكومة النيبالية والاقتصاد المحلي، فإنها تجلب أيضًا كمية كبيرة من النفايات، ومع ارتفاع أعداد السائحين، يزداد أيضًا حجم النفايات المتروكة.

وتشير التقارير إلى أنه يتم إدخال ما بين 900 إلى 1000 طن من النفايات الصلبة إلى الحديقة كل عام، وتبقى الغالبية العظمى منها إلى أجل غير مسمى، ولمعالجة هذه المشكلة المتنامية، تم إنشاء لجنة ساجارماثا لمكافحة التلوث (SPCC) في عام 1991، وتشرف اللجنة الآن على إدارة النفايات في معسكر قاعدة جبل إيفرست وفي جميع أنحاء الحديقة الوطنية.

وفي إطار الجهود المبذولة للتخفيف من تراكم النفايات، يُطلب من المتسلقين الذين يغامرون خارج المعسكر الأساسي إعادة 18 رطلاً (8 كجم) من القمامة أو المخاطرة بمصادرة وديعتهم، والتي يمكن أن تصل إلى 4000 دولار (2600 جنيه إسترليني)، ويقوم الدكتور ألتون بايرز، عالم جيولوجيا الجبال من جامعة كولورادو بولدر، بالبحث في مشكلة النفايات في جبل إيفرست منذ عقود، ويشير إلى أنه على الرغم من التقدم الذي تم إحرازه في الحد من القمامة على طول الممرات المؤدية إلى معسكر القاعدة، إلا أن المشكلة لا تزال قائمة.

وعلى الرغم من مبادرات مركز SPCC، إلا أن الصور المؤلمة للمخيمات المليئة بالخيام والمعدات والنفايات البشرية المهملة تظهر سنويًا، ولقد طغت أزمة القمامة المتصاعدة على مكانة جبل إيفرست باعتباره قمة الإنجاز البشري، وتظل الجهود المبذولة لمعالجة هذه القضية حاسمة للحفاظ على الجمال الطبيعي للجبل وسلامته البيئية للأجيال القادمة.



إقراء إيضاً : كيف يستخدم العلماء الذكاء الاصطناعى للتنبؤ بحرائق الغابات؟... متابعة القراءة