Apple
سلط التحليل الأخير للعينات المأخوذة من الكويكب بينو الضوء على الأصول المحتملة للحياة على كوكب الأرض، وقد اكتشف العلماء أدلة مثيرة للاهتمام داخل هذه العينات تشير إلى أن كويكب بينو قد يحمل رؤى مهمة حول الظروف التي كانت موجودة في النظام الشمسي المبكر.
وفي جامعة أريزونا، قام الباحثون بفحص أجزاء من بينو وتوصلوا إلى بعض الاكتشافات الرائعة، وتشير النسبة العالية من الكربون والماء الموجودة في هذه العينات إلى أن بينو ربما كان جزءًا من كوكب غني بالمياه منذ مليارات السنين، وقد دفع هذا الاكتشاف العلماء إلى التكهن بأن بينو قد يكون لديه ظروف مناسبة للحياة في مرحلة ما من تاريخه.
ومن أكثر النتائج إثارة للاهتمام هو وجود صخور داكنة على سطح بينو مغطاة بقشرة رقيقة من مادة أكثر إشراقا، وتذكرنا هذه الظاهرة بالملاحظات التي تم إجراؤها على قمر زحل إنسيلادوس، والذي يعتقد أنه يحتوي على محيط عالمي من المياه المالحة السائلة تحت سطحه الجليدي، وأثارت أوجه التشابه بين السمات السطحية لبينو وإنسيلادوس المزيد من الاهتمام بين العلماء، حيث اقترح البعض أن هذه الهياكل يمكن أن توفر رؤى قيمة حول أصول الحياة.
وسلط دانتي لوريتا، الباحث الرئيسي للبعثة من جامعة أريزونا، الضوء على أهمية هذه الاكتشافات، وفي حين أن لوريتا لم ينشر بعد تحليله الكامل، فقد أشار إلى أن غالبية الصخور في بينو مكونة من الطين، بما في ذلك المعادن المعروفة باسم الثعبان، وتتشكل هذه المعادن عادة على الأرض من خلال التفاعلات بين الصخور والمياه في قاع المحيط، مما يشير إلى وجود صلة محتملة بأصول الحياة.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن وجود معدن الفوسفات النادر الغني بالكالسيوم والمغنيسيوم على سطح بينو قد لفت انتباه العلماء، وقد أدى هذا المعدن، المشابه لتلك الموجودة في إنسيلادوس، إلى تكهنات بأن الحياة ربما نشأت في أعماق البحار الجليدية، وأشار فابيان كلاينر من جامعة واشنطن في سياتل إلى أوجه التشابه بين معادن بينو وتلك الموجودة على القمر إنسيلادوس، مما زاد من المناقشات حول إمكانية وجود حياة خارج الأرض.
وكانت مهمة OSIRIS-REx التابعة لناسا، والتي تم إطلاقها في عام 2016، مسؤولة عن جمع عينات من بينو وإعادتها إلى الأرض في عام 2023، وقد أثارت هذه العينات، التي يُعتقد أنها تحتوي على اللبنات الأساسية للحياة من النظام الشمسي المبكر، اهتمامًا كبيرًا داخل المجتمع العلمي، ومن خلال دراسة هذه العينات، يأمل العلماء في الحصول على فهم أعمق لكيفية تشكل الحياة على الأرض وما إذا كانت عمليات مماثلة قد حدثت في أماكن أخرى من الكون.
ولم يكن اختيار بينو كهدف لمهمة OSIRIS-REx تعسفيًا، واختارت ناسا بينو على وجه التحديد بسبب محتواه الغني من المركبات العضوية، مما يجعله مرشحًا مثاليًا لكشف ألغاز أصول الحياة، وباعتباره أحد بقايا تكوين النظام الشمسي، يقدم بينو فرصة فريدة لاستكشاف تاريخ كوكبنا، حيث تم مسح الأدلة على الظروف المبكرة للأرض من خلال العمليات الجيولوجية مع مرور الوقت.