Star
توصل علماء الفلك إلى اكتشاف مذهل في أعماق الفضاء: وهو ألمع كوازار تم رصده على الإطلاق، ويضيء هذا الجسم السماوي الرائع، المعروف باسم الكوازار، بكثافة لا مثيل لها، مما يجعله ألمع جسم فلكي تم تحديده على الإطلاق.
والكوازارات هي النوى المضيئة للمجرات البعيدة، المحيطة بالثقوب السوداء الهائلة، وهذا الكوازار تحديداً يبرز باعتباره الأكثر إشعاعاً من نوعه، وما يميزه هو مصدر الطاقة التي يستمدها من ثقب أسود مفترس، يلتهم المادة بمعدل غير عادي، وفي الواقع، يعتبر هذا الثقب الأسود هو الثقب الأسود الأكثر جوعاً والأسرع نمواً على الإطلاق، حيث يستهلك كتلة تعادل شمسنا كل يوم.
ويقع هذا الكوازار الاستثنائي على بعد مليارات السنين الضوئية من الأرض، ويحمل اسم J0529-4351، ويقدم مشهداً مذهلاً، ويفوق تألقها تألق شمسنا بمقدار مذهل يبلغ 500 تريليون مرة، علاوة على ذلك، فإن الثقب الأسود الذي يغذي هذه الظاهرة المضيئة يمتلك كتلة أكبر بـ 17 مليار مرة من كتلة شمسنا.
وبدأ الضوء المنبعث من هذا الكوازار في رحلته نحو الأرض منذ حوالي 12 مليار سنة، عندما كان الكون مجرد جزء صغير من عمره الحالي، وبالتالي، فإن مراقبة هذا الكوازار توفر لعلماء الفلك لمحة عن التاريخ المبكر للكون، وتقدم رؤى قيمة حول تطوره.
وعلى الرغم من ظهوره كمجرد نقطة في الصور، إلا أن هذا الكوازار يأوي بيئة مليئة بالاضطراب الهائل، ويشبه القرص الدوامي المكون من الغاز والمواد المحيط بالثقب الأسود إعصارًا كونيًا، مما يجعله أحد أكثر الأماكن عنفًا في الكون.
4/ The #quasar is located so far away that its light took over 12 billion years to reach us, and its #BlackHole is as massive as 17 billion Suns. 😵💫
— ESO (@ESO) February 19, 2024
🧑🚀 Let's fly through the Universe towards it! 👇 pic.twitter.com/sG4M501WeA
ويصف المؤلف الرئيسي كريستيان وولف، عالم الفلك في الجامعة الوطنية الأسترالية، هذا الكوازار بأنه "أعنف مكان نعرفه في الكون"، وتم تصنيفه بشكل خاطئ في البداية على أنه نجم عندما تم رصده لأول مرة في عام 1980، وأكدت التحقيقات اللاحقة طبيعته الحقيقية كنجم زائف، وقد عززت الملاحظات التي تم إجراؤها باستخدام التلسكوبات في أستراليا وتشيلي هويته.
ويشير بريامفادا ناتاراجان من جامعة ييل إلى الجانب المثير للاهتمام في هذا الاكتشاف، حيث يسلط الضوء على كيف ظل الكوازار مخفيًا عن مرأى من الجميع، وتم تعريفه بشكل خاطئ على أنه نجم لعقود من الزمن.
ويكشف المزيد من التحليل أن الثقب الأسود الموجود في قلب هذا الكوازار يستهلك مادة تعادل 370 كتلة شمسية سنويًا، مما يؤكد شهيته التي لا تشبع ونموه السريع، وتجري حالياً عمليات رصد إضافية وجهود لنمذجة الكمبيوتر لتعميق فهمنا لهذه الظاهرة السماوية غير العادية وآثارها على فهمنا لتطور الكون.