يمتلك الجرف الجليدي في ثويتس، المعروف باسم "نهر يوم القيامة"، دور حاسم في حماية الأنهار الجليدية الأخرى عن طريق منع وصول مياه البحر الدافئة إليها، ومع ذلك، فإن انهيار ثويتس يمكن أن يؤدي إلى تفاعل متسلسل لذوبان الأنهار الجليدية، مما يساهم في ارتفاع كبير في مستويات سطح البحر في جميع أنحاء العالم.
ومنذ عام 2000، فقدت جزيرة ثويتس أكثر من 1000 مليار طن من الجليد، مما أثار المخاوف بشأن استقرارها، ويؤدي تدفق مياه البحر الدافئة والمالحة إلى أعماق المحيط إلى تسريع ذوبان الأنهار الجليدية، خاصة على طول جوانب نهر ثويتس، ومع استمرار ارتفاع درجات حرارة المحيطات بسبب تغير المناخ، تشكل هذه العملية تهديدا خطيرا لاستقرار الجرف الجليدي.
ولمعالجة هذا الخطر الوشيك، يعمل مهندسو الجيولوجيا على تطوير تقنيات مبتكرة لإبطاء ذوبان الأنهار الجليدية، ويتضمن أحد الحلول المقترحة تركيب "ستائر ضخمة تحت الماء" مصممة لمنع مياه البحر الدافئة من الوصول إلى الأنهار الجليدية، ومع ذلك، فإن تنفيذ مثل هذه الخطة الطموحة يأتي بتكلفة باهظة.
ويقدر جون مور، عالم الجليد والباحث في الهندسة الجيولوجية في جامعة لابلاند، أن التكلفة ستبلغ نحو 50 مليار دولار، ويدرس مور وفريقه حالياً مدى جدوى تركيب هذه الستائر تحت الماء في بحر أموندسن في غرب القارة القطبية الجنوبية، وهم يخططون لرصد الأثر البيئي لهذا التدخل بعناية وإجراء التعديلات حسب الضرورة.
ويجري الباحثون في جامعة كامبريدج اختبارات على إصدارات أصغر حجماً من هذه الستائر داخل الخزانات، وبمجرد إثبات فعاليتها، سوف تمضي قدماً في الاختبار في ظروف العالم الحقيقي، مثل River Cam.
والهدف النهائي هو توسيع نطاق هذه النماذج تدريجياً حتى يمكن نشرها في القارة القطبية الجنوبية لحماية الأنهار الجليدية المعرضة للخطر مثل ثويتس، ومن خلال الحلول المبتكرة والجهود التعاونية، هناك أمل في أن نتمكن من منع الانهيار الكارثي لـ "نهر يوم القيامة" والتخفيف من الآثار المدمرة لارتفاع مستوى سطح البحر.