Epidemic

إن وباءً مخيفاً يجتاح العالم، وهو وباء يمتد إلى ما هو أبعد من البشر، وتكشف هذه الحقيقة المثيرة للقلق، التي أبرزتها عالمة الأحياء الرائدة الدكتورة ديانا بيل، عن المدى المدمر لأنفلونزا الطيور، المعروفة رسمياً باسم H5N1.

ويعود أصل هذا المرض القاتل إلى الأوز المنزلي في الصين في عام 1997، وكان يقتصر في البداية على جنوب شرق آسيا، وسرعان ما تحول إلى تهديد عالمي، حيث أودى بحياة 40 إلى 50 في المائة من المصابين، ومع ذلك، منذ عام 2020، انتشر نطاقه بشكل كبير، وانتشر عبر القارات وأصاب العديد من الأنواع خارج الطيور.

Message Dialog

ويسلط بحث الدكتور بيل الضوء على الخسائر المذهلة التي خلفها هذا الوباء على الحياة البرية، ومنذ عام 2020، أبلغت 26 دولة عن وفاة ما لا يقل عن 48 نوعاً من الثدييات بسبب الفيروس، وحتى الحياة البحرية لم تنجو من المرض، حيث توفي 13 نوعاً من الثدييات المائية بسبب المرض.

ويمتد وصول الفيروس إلى البشر أيضاً، حيث تم الإبلاغ عن 882 حالة في 23 دولة في العام الماضي وحده، مما أدى إلى معدل وفيات مذهل بلغ 52٪، ويؤكد الدكتور بيل على خطورة الوضع، خاصة في فيتنام والصين وكمبوديا ولاوس، حيث حدثت غالبية الحالات المميتة.

وفي حين أن الفيروس لم يتطور بعد لينتقل من إنسان إلى إنسان، فإن تهديده المحتمل يلوح في الأفق بشكل كبير، وتعترف منظمة الصحة العالمية بأن أنفلونزا الطيور تمثل خطراً وبائياً كبيراً، مما يؤكد الحاجة إلى البحث والمراقبة المستمرة لفهم قدرتها على التكيف ومنع المزيد من الانتشار.

ومع ذلك، ربما يكمن القلق الأكثر إلحاحاً في التأثير على أعداد الطيور العالمية، ولقد هلك أو تم إعدام أكثر من نصف مليار من طيور الدواجن في جميع أنحاء العالم، كما تأثرت ملايين الطيور البرية، بما في ذلك الأنواع المهددة بالانقراض مثل البطريق الأفريقي وكندور كاليفورنيا.

وللتخفيف من الآثار المدمرة للفيروس، يحث الدكتور بيل على إعادة تقييم مصدره الأساسي: وهو مزارع الدواجن المكثفة، وتعد معالجة هذه القضية الحاسمة أمراً ضرورياً لمنع المزيد من الكوارث وحماية السكان البشريين والحيوانيين من ويلات هذا الوباء.



إقراء إيضاً : سيدة أمريكية تستخدم الذكاء الاصطناعي لدعم الصحة العقلية... متابعة القراءة