Fallstreak Hole

استطاع قمر صناعي تابع لوكالة الفضاء الامريكية ناسا من التقاط عدة صور لظاهرة غريبة ظهرت في السحب فوق خليج المكسيك قبالة الساحل الغربي لفلوريدا في نهاية شهر يناير من عام 2024، وسارع مقياس طيف التصوير متوسط الدقة (MODIS) الموجود على القمر الصناعي Terra التابع لناسا إلى تصوير الظاهرة النادرة المعروفة باسم "ثقب السحابة" (fallstreak hole). 

وهذا المصطلح المسمى بـ "ثقب السحابة" عبارة عن ظاهرة جوية نادرة في السحب تشكّل فجوة كبيرة سريالية عادة ما تكون دائرية أو قد تكون بيضاوية كأنها مقطوعة بدقة كبيرة، وأثار الظهور المفاجئ لهذه السحب نظريات المؤامرة، حيث توقع البعض أن تكون أصولها نتيجة لأطباق طائرة أو بعض الظواهر الأخرى غير المحددة، ومع ذلك، فإن أصولها أقل إثارة بحسب الخبراء.

Message Dialog

وفي حين أنه كان من الصعب على العلماء فهم ظاهرة "ثقب السحابة" منذ أربعينيات القرن الماضي، إلا أنهم استطاعوا من كشف ألغازها بعد سلسلة من الدراسات في عامي 2010 و2011، وقام الفريق بقيادة العلماء في المؤسسة الجامعية لأبحاث الغلاف الجوي (UCAR) بتبديد جميع نظريات المؤامرة بشأن الأطباق الطائرة والكائنات الفضائية، وأثبتوا أن ظاهرة "ثقب السحابة" يتشكل بواسطة الطائرات التي تتحرك عبر السحب الركامية المتوسطة، وهي عبارة عن مجموعات غير مكتملة من السحب الصغيرة التي تتشكل على ارتفاع يتراوح بين 7 آلاف و23 ألف قدم.

وتتكون السحب الركامية المتوسطة من قطرات الماء السائلة شديدة البرودة وتقع في مستويات متوسطة في الغلاف الجوي للأرض، ووفقا لمدونة وكالة الفضاء الامريكية ناسا، يحدث التبريد الفائق عندما تكون هذه القطرات عبارة عن ماء نقي، وما يشير إلى عدم وجود جزيئات مثل الغبار والبكتيريا، التي يمكن أن تتشكل حولها بلورات الجليد.

وتغطي السحب الركامية المتوسطة نحو 8% من سطح الأرض، وتحافظ على حالة البرودة الفائقة عند نحو -15 درجة مئوية، ومع ذلك، عندما تقطع الطائرات هذه السحب، يتفاعل الهواء مع مراوح الطائرات، وهذا يؤدي إلى التوسع الأدياباتي (اللاتبادلي)، وهذا التمدد يؤدي إلى تبريد الماء بمقدار 20 درجة مئوية إضافية أو أكثر، ما يجبر قطرات الماء النقي على التجمد.

صورة لثقب السحابة بالقمر الصناعي

وعندما تتجمد القطرات، فإنها تتجمع، وينمو حجمها، ثم تسقط في النهاية من السماء، وتترك وراءها الفراغ الكبير في طبقة السحابة، وقد تعاون الباحثون في المؤسسة الجامعية لأبحاث الغلاف الجوي مع مركز لانغلي للأبحاث التابع لوكالة ناسا ومؤسسات أخرى للتعمق أكثر في آليات تكوين ظاهرة "ثقب السحابة".

واستخدم الفريق مجموعة من بيانات طيران الطائرات، وعمليات رصد الأقمار الصناعية، ونماذج الطقس لشرح كيفية تشكل هذه السحب وإلقاء الضوء على العوامل المؤثرة على طولها، ووجد علماء مركز لانغلي للأبحاث التابع لوكالة الفضاء الامريكية ناسا في عام 2010 أنه كلما كانت الزاوية التي تتخذها الطائرة للمرور عبر السحب أكثر عمقاً، كان الثقب الناتج أكبر بكثير.

وأظهر تحليل البيانات أن أي نوع من الطائرات يمكن أن ينتج ظاهرة "ثقب السحابة" (fallstreak hole)، وحدد العلماء متغيرات إضافية تؤثر على طول هذه الظاهرة في السحب، وتشمل هذه العوامل سمك طبقة السحابة، ودرجة حرارة الهواء، ورياح القص ( ظاهرة مناخية ناتجة عن اختلاف مفاجئ في سرعة الرياح أو اتجاهها) الأفقية.



إقراء إيضاً : اللقطات الأولى من داخل أكبر كبسولة في العالم لسياح الفضاء.. فيديو !!... متابعة القراءة