تحت الأمواج المحيطة بجزيرة رابا نوي، والمعروفة أيضاً باسم جزيرة الفصح، تقع سلسلة جبلية رائعة تحت الماء تعج بمجموعة متنوعة مذهلة من مخلوقات أعماق البحار، وكشفت رحلة استكشافية حديثة بقيادة باحثين من معهد شميدت للمحيطات عن كنز دفين من الحياة البحرية، بما في ذلك الأنواع التي لم تكن معروفة من قبل للعلم.
وعند النزول إلى أعماق تتراوح بين 2600 إلى 4000 قدم (800 إلى 1200 متر) في جنوب شرق المحيط الهادئ، واجه العلماء على متن سفينة الأبحاث فالكور مجموعة متنوعة من الكائنات الحية في أعماق البحار، ومن بين الاكتشافات الرائعة كان هناك حيوان الليبتوسريس، أو المرجان المتجعد، والذي يمثل أعمق حيوان تم اكتشافه على الإطلاق والذي يعتمد على عملية التمثيل الضوئي.
وبالإضافة إلى ذلك، اكتشف فريق البعثة مخلوقاَ غريباَ يشبه قنديل البحر يُطلق عليه اسم (Bathyphysa conifera) وسمكة التنين المضيئة في أعماق البحار من عائلة Stomiidae، وفي حين سبق أن وصف العلماء بعض هذه الأنواع، إلا أن وجودها في هذه المنطقة كان غير متوقع، وفي الواقع، تم جمع أكثر من 50 عينة يُعتقد أنها جديدة على العلوم خلال الرحلة الاستكشافية، في انتظار مزيد من التحليل.
,ركزت البعثة على سلسلة جبال سالاس إي غوميز، وهي سلسلة جبال تحت الماء تمتد لمسافة 1000 ميل (1600 كيلومتر) من سلسلة جبال نازكا إلى رابا نوي، وعلى مدار 40 يوماً، استكشف الباحثون 10 جبال بحرية، وجبال تحت الماء ترتفع على الأقل 3300 قدم (1000 متر) فوق قاع البحر، ومن اللافت للنظر أن ستة من هذه الجبال البحرية لم يتم توثيقها من خلال المسوحات العلمية من قبل، حيث يضم كل منها نظاماً بيئياً متميزاً خاصاً به.
ووفقاً لخافيير سيلانيس، أستاذ علم الأحياء البحرية في جامعة الشمال الكاثوليكية في تشيلي والقائد المشارك للبعثة، فإن الاكتشافات تؤكد المعرفة المحدودة بهذه المنطقة النائية، وتسلط النتائج الضوء على أهمية حماية ليس فقط الجبال البحرية الفردية، بل السلسلة بأكملها، مما يؤكد الحاجة إلى مناطق محمية بحرية جديدة.
![]() |
قنديل باثيفيسا |
وشددت البعثة أيضاً على أهمية التعاون مع المجتمعات المحلية، بما في ذلك السكان الأصليين في رابا نوي، وأكدت مارسيلا هاي أرافينا، عضو مجلس بحر رابا نوي، على أهمية البحوث الأوقيانوغرافية لفهم البيئة البحرية المحيطة بالجزيرة والحفاظ عليها، ومن خلال البحث والاستكشاف يمكن اكتشاف الأنواع البحرية الجديدة والموارد الطبيعية والظواهر المناخية التي تؤثر على المجتمع.
ومع استمرار العلماء في استكشاف الأعماق الخفية للمحيطات، توفر الاكتشافات مثل تلك الموجودة قبالة جزيرة إيستر رؤى لا تقدر بثمن حول تنوع وتعقيد النظم البيئية البحرية، ولا تعمل هذه النتائج على توسيع فهمنا للحياة على الأرض فحسب، بل تؤكد أيضاً على أهمية جهود الحفظ لحماية هذه الموائل الهشة تحت الماء.