Whales

حقق العلماء في مؤسسة البحث عن الذكاء خارج الأرض (SETI) في الولايات المتحدة مؤخراً إنجازاً ملحوظاً: فقد نجحوا في التواصل مع الحوت الأحدب في ألاسكا، ويمثل هذا الإنجاز خطوة مهمة إلى الأمام في قدرتنا على الفهم والتواصل مع الكائنات الذكية، سواء كانوا هنا على الأرض أو خارجها.

وتشتهر الحيتان الحدباء بصوتها المعقد وقدرتها على السفر لمسافات طويلة تحت الماء للتواصل مع بعضها البعض، وعلى الرغم من انبهارنا بهذه المخلوقات المهيبة، فقد ثبت أن فهم لغتها بشكل كامل يمثل تحدياً للبشر، ولكن لم يعد تحدياً بعد الآن بفضل الله ثم بفضل العلماء في مؤسسة البحث عن الذكاء خارج الأرض (SETI) في الولايات المتحدة.

وفي أبحاث سابقة، سجل العلماء تعبيرات صوتية متنوعة تصدرها مجموعات من الحيتان، تتميز بالإيقاع والتطور المستمر، وسلط فريد شارب، أحد المؤلفين المشاركين في الدراسة، الضوء على ذكاء الحيتان الحدباء، مشيراً إلى أنظمتها الاجتماعية المعقدة واستخدامها للأدوات، مثل الشباك الفقاعية لصيد الأسماك.

ووصفت ليزا ووكر، وهي مؤلفة مشاركة أخرى، تنوع الأصوات التي تصدرها الحيتان الحدباء، بما في ذلك الصيحات والآهات والصرير، وتعد هذه التعبيرات الصوتية جزءاً من ذخيرة اتصالاتهم الواسعة او بالاحرى اللغات المتعددة الخاصة بهم، ويعمل العلماء جاهدين لفك معانيها وترجمتها.

وفي دراستهم، قام الباحثون بتشغيل تسجيلات لنداءات الحوت الأحدب تحت الماء قبالة سواحل ألاسكا، وبينما تجاهلت معظم الحيتان الأصوات المسجلة، أظهر حوت معين، وهي أنثى تدعى توين، استجابة ملحوظة، وقام التوأم بالدوران حول قارب العلماء، مقلدين النداءات المسجلة لمدة 20 دقيقة تقريباً.

صورة تظهر لك حجم الانسان والفيل مقارنة بالحوت الاحدب

وعلى الرغم من أن العلماء ما زالوا غير متأكدين من المعنى الدقيق للأصوات المسجلة، إلا أنهم يشتبهون في أنها تمثل شكلاً من أشكال التواصل الذي تستخدمه الحيتان الحدباء للتفاعل مع بعضها البعض، وشبهت الدكتورة ليزا ووكر التفاعل بالمحادثة، مما يشير إلى أن انثى الحوت "توين" ربما كانت تستجيب لمحاولات الباحثين للتواصل.

ووصفت الكاتبة الرئيسية بريندا ماكوان هذا التفاعل بأنه أول تواصل متبادل من نوعه بين البشر والحيتان الحدباء بلغة الحيتان، ويفتح هذا الإنجاز إمكانيات جديدة للفهم وربما التواصل مع الكائنات الذكية، سواء كانت الحيتان على الأرض أو أشكال الحياة خارج كوكب الأرض.

كما تسلط الدراسة الضوء على أهمية دراسة أنظمة الاتصال غير البشرية، مثل تلك الموجودة في الحيتان، لتطوير مرشحات يمكن تطبيقها على أي إشارات يتم استقبالها من مصادر خارج كوكب الأرض، ومن خلال التعلم من أساليب الاتصال الخاصة بالأنواع الذكية الأخرى، يأمل العلماء في تعزيز قدرتنا على اكتشاف وتفسير الإشارات القادمة من خارج كوكبنا.