Forest Fires

في عصر أصبحت فيه حرائق الغابات متكررة ومدمرة بشكل متزايد، طور العلماء أداة متطورة لتعزيز التنبؤ بوقوع حرائق الغابات، ويهدف هذا الابتكار، الذي يستند إلى قاعدة بيانات محسنة وشاملة، إلى دمج عدد لا يحصى من العوامل التي تؤثر على اشتعال وانتشار حرائق الغابات، وبالتالي توفير استراتيجيات أفضل للاستعداد والوقاية.

وتؤكد إيريكا فليشمان، أستاذة في جامعة ولاية أوريغون، على أهمية هذا التطور، وقالت: "هناك قدر هائل من الاهتمام بما يسبب حرائق الغابات وما يمكن القيام به لمنعها"، "وتزيد هذه القاعدة البيانات من الوصول إلى المعلومات ذات الصلة وتساهم في الاستعداد لحرائق الغابات والوقاية منها"، ويعكس هذا البيان القلق العالمي المتزايد بشأن حرائق الغابات والحاجة الملحة إلى أدوات واستراتيجيات أكثر فعالية لمكافحتها.

وتعتمد هذه الأداة على قاعدة بيانات تحليل حوادث الحرائق، التي طورتها في الأصل هيئة الغابات الأمريكية في عام 2013، ومنذ إنشائها، خضعت القاعدة البيانات لخمسة تحديثات مهمة، مما عزز قدرتها على توفير بيانات بالغة الأهمية، وفي البداية، كانت تتضمن معلومات أساسية مثل موقع الاشتعال وتاريخ الاكتشاف والحجم النهائي لحرائق الغابات، ومع ذلك، فقد وسعت المراجعة الأخيرة نطاقها بشكل كبير.

وتدمج قاعدة البيانات المحدثة الآن العديد من العوامل البيئية والاجتماعية، بما في ذلك التضاريس والغطاء النباتي، وتقدم هذه الإضافات فهماً أكثر شمولاً للظروف التي تساهم في اشتعال حرائق الغابات وانتشارها، وتم توثيق التطورات في قاعدة البيانات مؤخراً في ورقة بحثية نُشرت في مجلة Earth System Science Data.

وإن آثار هذه الأداة بعيدة المدى، وعلى سبيل المثال، تساعد رجال الإطفاء ومديري الأرض في وضع استراتيجيات لجهودهم بشكل أكثر فعالية، وعلاوة على ذلك، يمكن لشركات الطاقة الاستفادة من قاعدة البيانات لتقييم المخاطر قصيرة الأجل، وخاصة عند النظر في انقطاع التيار الكهربائي للسلامة العامة، ويمكن لوكالات إدارة الأراضي أيضاً الاستفادة من الأداة لاتخاذ قرار بشأن تدابير مثل الحد من الوصول إلى الأراضي العامة أو فرض قيود على إشعال النيران خلال فترات عالية الخطورة.

ومن خلال دمج مجموعة واسعة من العوامل وتحديث قاعدة البيانات باستمرار، تمثل هذه الأداة خطوة كبيرة إلى الأمام في التنبؤ بحرائق الغابات وإدارتها، ويضمن دمج نقاط البيانات الجديدة والتحسين المستمر لقاعدة البيانات أنها تظل مورداً حيوياً لأولئك الذين يعملون على منع وتخفيف تأثير حرائق الغابات.