يدق خبراء الأمن السيبراني ناقوس الخطر بشأن إمكانية تسبب القراصنة في إحداث اضطرابات عالمية من خلال السيطرة على أنظمة بالغة الأهمية، وفي أعقاب انقطاع واسع النطاق لتكنولوجيا المعلومات مؤخراً، يؤكد الخبراء على أهمية التعلم من هذه الحوادث لمنع الكوارث المستقبلية.
وفي يوم الجمعة 19 يوليو، واجه عدد كبير من أجهزة الكمبيوتر في جميع أنحاء العالم "شاشة الموت الزرقاء" المروعة، مما أدى إلى اضطرابات واسعة النطاق، وأثر هذا الانقطاع على قطاعات مختلفة، بما في ذلك شركات الطيران، وشركات البث، ومحلات السوبر ماركت، والبنوك، وتم إرجاع سبب الانقطاع إلى تحديث غير قانوني مرتبط بـ CrowdStrike، وهو مزود تكنولوجيا أمان للشركات.
وأعرب الخبراء عن مخاوفهم بشأن كيفية استغلال القراصنة لثغرات مماثلة لإحداث الفوضى، وشبه مارتن جارتيليوس، كبير مسؤولي الأمن في Outpost24، الحادث بهجوم على سلسلة التوريد، وأوضح "إذا استغل أحد المهاجمين مثل هذا التحديث لفتح الأنظمة أمام الهجمات أو تشفيرها، فإن نفس الأنظمة ستتأثر، ولهذا السبب أصبحت هجمات سلسلة التوريد والدفاع أكثر أهمية".
وأثر التحديث المعيب على أجهزة الكمبيوتر التي تعمل بنظام Windows على مستوى العالم، مما أدى إلى فشل أجهزة الكمبيوتر في التشغيل وإغلاق الخوادم، مما تسبب في تأثيرات متتالية عبر أنظمة مختلفة، وظهرت أولى علامات الانقطاع في أستراليا، حيث استيقظت البلاد لتجد العديد من الأنظمة معطلة بسبب التحديث المعيب.
وأكد جارتيليوس أن "هذا الحادث هو تذكير بالغ الأهمية بأهمية قوة أمننا وتوافرنا، والتي تعتمد على موثوقية مزودي الخدمة لدينا"، وكان للانقطاع عواقب وخيمة، بما في ذلك توقف خدمة سكاي نيوز في المملكة المتحدة، وتأخير الرحلات الجوية الصيفية، ومشاكل الاتصال لشركات الطيران الأمريكية.
ويؤكد الانقطاع الأخير على الحاجة الملحة لتعزيز تدابير الأمن السيبراني وضمان قوة مزودي الخدمة، ويؤكد الخبراء أن فهم هذه الحوادث والتعلم منها أمر بالغ الأهمية لمنع المتسللين من استغلال نقاط ضعف مماثلة في المستقبل، وباختصار، فإن انقطاع تكنولوجيا المعلومات الأخير بمثابة جرس إنذار للمجتمع العالمي لإعطاء الأولوية للأمن السيبراني.