JWST

لم يمض وقت طويل بعد أن بدأ تلسكوب جيمس ويب الفضائي (JWST) عملياته العلمية حتى أعلن علماء الفلك عن اكتشاف مجرات في الكون المبكر كانت أكبر حجماً وأكثر سطوعاً وأكثر امتلاءً بالنجوم مما كان متوقعاً لعمرها، وقد أثار هذا عناوين الأخبار التي زعمت أن هذه النتائج "تكسر" فهمنا للانفجار العظيم، ومع ذلك، فإن الواقع أكثر دقة وإثارة للاهتمام.

ونظرية الانفجار العظيم هي النموذج السائد لتاريخ الكون، وتصف تطوره من حالة أصغر سناً وأكثر سخونة وكثافة إلى شكله الحالي، وتم تطوير هذا النموذج في أوائل القرن العشرين، وقد صمد أمام اختبارات رصدية مكثفة وشرح بنجاح العديد من الظواهر الكونية، بما في ذلك: الانزياح الأحمر للضوء من المجرات البعيدة، إشعاع الخلفية الكونية الميكرويفي، ووفرة العناصر الضوئية، وتطور المجرات والهياكل الأكبر.

Message Dialog

في حين أن نظرية الانفجار العظيم لا تتنبأ بالمواقع الدقيقة أو ظهور المجرات الفردية، إلا أنها توفر احتمالات فيما يتعلق بتوزيع وأحجام المجرات في مراحل مختلفة من تطور الكون، والانفجار العظيم ليس مجرد نظرية كما ان القران الكريم ذكر الانفجار العظيم للكون في سورة الأنبياء : أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (30).

وتم تصميم تلسكوب جيمس ويب الفضائي خصيصاً لدراسة المراحل المبكرة من تطور المجرات، مما يوفر نافذة مراقبة مباشرة للماضي البعيد، وفي عام 2022، استخدم علماء الفلك تلسكوب جيمس ويب الفضائي لتحديد المجرات البعيدة للغاية ذات الانزياحات الحمراء الأكبر من 16، مما يشير إلى أن هذه المجرات كانت موجودة بعد 200 إلى 250 مليون سنة فقط من الانفجار العظيم، والمثير للدهشة أن هذه المجرات بدت هائلة ومكتملة التكوين، مع أذرع حلزونية.

وأدت هذه النتائج إلى إعادة تقييم بعض جوانب نظرية الانفجار العظيم ولكنها لا "تكسر" النموذج بشكل مباشر، وبدلاً من ذلك، فإنها تسلط الضوء على التعقيدات والثغرات في فهمنا الحالي، وإن اكتشاف مثل هذه المجرات الضخمة المكتملة التكوين في وقت مبكر من تاريخ الكون يشير إلى أن عمليات تكوين المجرات قد تكون أكثر كفاءة وسرعة مما كان يعتقد سابقاً، وهذا يستلزم تحسين نماذجنا لتطور وتكوين المجرات.




إقراء إيضاً : الشمس لديها نبضات قلب غامضة، أخيراً سنعرف السبب !... متابعة القراءة