توصل علماء الفلك مؤخراً إلى اكتشاف رائد، حيث عثروا على أدلة على وجود الماء في الغلاف الجوي لكوكب خارجي شديد الحرارة ومعدني يُعرف باسم كوكب HD 149026 b، أو كوكب سميرتريوس "Smertrios"، ويمثل هذا الكوكب، بتركيبته الغامضة ونسبته المعدنية العالية، لغزاً محيراً يتوق العلماء لحله.
وسلط تقرير حديث الضوء على وجود بخار الماء المحتمل في الغلاف الجوي لكوكب Smertrios، أحد أكثر الكواكب ثراءً بالمعادن التي تم رصدها على الإطلاق، وتم الاكتشاف من قبل فريق من علماء الفلك، بما في ذلك سيد علي رافي، باحث علم الفلك في جامعة طوكيو، وتم نشر النتائج بواسطة Space.com، مع التركيز على الخصائص الفريدة للكوكب والآثار المترتبة على هذا الاكتشاف.
ويلقب هذا الكوكب بالمورد أو المزود، والمعروف أيضًا باسم إله الحرب المعدني، وهو يدور حو النجم الأم المعروف بـ HD 149026 (نجم شبه عملاق أصفر)، وتصل المسافة من الأرض إلى هذا الكوكب حوالي 247 سنة ضوئية، وتصل المسافة المدارية حوالي 4 ملايين ميل من نجمة، وحجم الكوكب سميرتريوس حوالي ثلاثة أرباع عرض كوكب المشتري، وهو من فئة الكواكب الغازية الساخنة.
ويصنف سميرتريوس على أنه "زحل ساخن"، وهو نوع من الكواكب الخارجية يشبه زحل في الحجم ولكنه يدور حول نجمه المضيف بشكل أقرب كثيراً، وعادةً ما تكون فترات مدار هذه الكواكب الغازية الساخنة قصيرة جداً، وغالبًا ما تكون أقل من 10 أيام، ويكمل سميرتريوس، على وجه الخصوص، مداره في أقل من ثلاثة أيام أرضية، مما يجعله قريباً للغاية من نجمه الأم.
ويؤدي هذا القرب إلى أن يكون الكوكب مقيداً مدياً، مما يعني أن أحد جانبي الكوكب يواجه النجم دائماً بينما يظل الجانب الآخر في ظلام دائم، ويتعرض الجانب النهاري من سميرتريوس لدرجات حرارة شديدة تصل إلى 2600 درجة فهرنهايت (1420 درجة مئوية)، بينما يكون الجانب الليلي أكثر برودة بشكل ملحوظ.
وتم اكتشاف سميرتريوس في عام 2005 أثناء عبوره أو عبوره لوجه نجمه، ويتميز سميرتريوس بكثافته العالية ومعادنه، وهو أحد أكثر الكواكب الغازية كثافة المعروفة، مع تكوين لا يزال يحير العلماء، ويضيف وجود بخار الماء في غلافه الجوي طبقة أخرى إلى هذا اللغز، مما قد يقدم أدلة على تكوين الكوكب وتطوره.
ويعد اكتشاف الماء في الغلاف الجوي لسميرتريوس مهماً لعدة أسباب، والماء هو مؤشر رئيسي للعمليات الكوكبية ويمكن أن يوفر رؤى حول تكوين الغلاف الجوي وأنماط الطقس للكوكب، وعلاوة على ذلك، فإن دراسة مثل هذه البيئات المتطرفة تساعد علماء الفلك على فهم تنوع الأنظمة الكوكبية في مجرتنا.
وقال سيد علي رافي: "هذا الكوكب له أهمية خاصة لأنه أحد أغنى الكواكب الغازية بالمعادن وأكثرها كثافة التي نعرفها"، وتشير المعادن العالية في سميرتريوس إلى أنه ربما يكون قد تشكل في ظل ظروف مختلفة مقارنة بالكواكب الغازية العملاقة الأخرى، مما يجعله موضوعًا قيمًا لمزيد من البحث.
ويفتح اكتشاف الماء على سميرتريوس آفاقاً جديدة للاستكشاف، وويمكن أن توفر الملاحظات المستقبلية باستخدام التلسكوبات والأجهزة المتقدمة معلومات أكثر تفصيلاً حول غلافه الجوي وتكوينه، وإن فهم طبيعة سميرتريوس لن يلقي الضوء على هذا الكوكب بعينه فحسب، بل سيعزز أيضاً معرفتنا بتكوين الكواكب وإمكانية اكتشافات مماثلة في أنظمة كوكبية خارجية أخرى.