Nose

إن جسم الإنسان عبارة عن نظام معقد حيث يمكن حتى للميزات الأكثر إهمالاً أن تقدم رؤى قيمة حول صحة الإنسان، ومن بين هذه الميزات الأنف، وعلى الرغم من كونه سمة بارزة في الوجه، إلا أن أدمغتنا تتجاهل الأنف غالباً بسبب ظاهرة تُعرف باسم الانتباه الانتقائي اللاواعي، وفي حين قد يقوم دماغك بتصفية أنفك من مجال رؤيتك، فإن الاهتمام به قد يكشف عن مشكلات صحية خطيرة مخفية، وتستكشف هذه المقالة الحالات المختلفة المرتبطة بالأنف وارتباطاتها المحتملة بمشاكل صحية أساسية.

ويتمتع دماغك بقدرة ملحوظة على تصفية بعض المحفزات، مما يسمح لك بالتركيز على جوانب أكثر أهمية في بيئتك، ومن الأمثلة على ذلك كيف يتجاهل الدماغ الأنف في مجال رؤيتك، وهذا بفضل الانتباه الانتقائي اللاواعي، وهي خاصية غريبة تسمح للدماغ بمنع الأنف من حجب رؤيتك، ومع ذلك، وعلى الرغم من هذا التصفية العصبية، فإن الأنف يستحق الاهتمام، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالصحة.

ومن الامراض الشائعة للانف هو حب الشباب، وهو الشكل الأكثر شيوعاً للبثور، ويؤثر غالباً على الأنف، وتحدث هذه الحالة عندما تصبح الغدد الصغيرة في الجلد التي تفرز الزيوت الواقية مسدودة، مما يؤدي إلى تكوين كوميدونات، ويمكن أن تكون الكوميدونات مفتوحة (رؤوس سوداء) أو مغلقة (رؤوس بيضاء)، اعتماداً على ما إذا كانت المسام مسدودة جزئياً أو كلياً.

وبينما تتميز الرؤوس السوداء بسدادات داكنة اللون، تتكون الرؤوس البيضاء عندما يتم انسداد المسام تماماً، وفي بعض الحالات، يمكن أن تتطور المسام المسدودة إلى نتوءات أكبر ملتهبة ومليئة بالصديد والتي قد تترك ندوباً على الجلد إذا تركت دون علاج.

وحالة أخرى تؤثر بشكل شائع على الأنف هي حب الشباب الوردي، وهي حالة جلدية التهابية تسبب احمرار الجلد عبر الأنف والخدين، وعلى عكس حب الشباب، فإن الحبوب الوردية هي حالة مزمنة تتطلب إدارة طويلة الأمد.

وغالباً ما يعاني مرضى الوردية من طفح جلدي على شكل حطاطات وبثور تشبه حب الشباب، إلى جانب ظهور أوعية دموية مرئية تظهر على شكل خطوط رفيعة حمراء أو أرجوانية عبر الأنف والخدين، وفي الحالات الشديدة، يمكن أن تؤدي الوردية إلى ورم الأنف، وهي حالة حيث يتكاثف جلد الأنف، مما يسبب تغييرات كبيرة في المظهر ويؤثر على احترام الذات.

وتم ربط كل من حب الشباب والوردية بحالات صحية مختلفة، وعلى سبيل المثال، ارتبط الوردية بارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكوليسترول والسكري والتهاب المفاصل الروماتويدي، وتؤكد هذه الروابط على أهمية مراقبة حالات الجلد على الأنف، لأنها قد تشير إلى مشاكل صحية أساسية أكثر خطورة.

والساركويد هو مرض التهابي يمكن أن يؤثر على أنسجة متعددة في الجسم، وخاصة الرئتين والعقد الليمفاوية، وعندما يصيب الساركويد الأنف، يُعرف باسم الذئبة التقرحية، وهي حالة تسبب آفات زرقاء أو أرجوانية على الأنف والأذنين والأصابع وأصابع القدمين.

ومن المهم ملاحظة أن الذئبة التقرحية تختلف عن الذئبة، وهو مرض مناعي ذاتي يهاجم فيه الجسم أنسجته، ويُعرف الذئبة بأنها تسبب طفح جلدي على شكل فراشة عبر الخدين وجسر الأنف، والذي يمكن أن يشبه الاحمرار الناجم عن الوردية، وقد أكسب هذا التشابه الذئبة لقب "المقلد العظيم" بسبب قدرتها على تقليد أعراض أمراض أخرى مختلفة.

ومتلازمة التغذية ثلاثية التوائم هي حالة نادرة تنشأ عن تلف العصب ثلاثي التوائم، الذي يتحكم في الإحساس بالوجه والمضغ، وعندما تتلف الفروع الأصغر لهذا العصب، وخاصة تلك التي تغذي المنطقة المحيطة بالخياشيم، يمكن أن يؤدي ذلك إلى أحاسيس غير طبيعية في الجلد.

وقد يشعر المرضى بخدر أو وخز، مما قد يؤدي إلى حك الجلد أو خدشه بشكل قهري، وبمرور الوقت، قد يؤدي هذا إلى تكوين قرح حول فتحتي الأنف، وتختلف متلازمة التغذية ثلاثية التوائم عن اضطرابات خدش الجلد الناجمة عن عوامل نفسية، حيث أنها ناجمة في المقام الأول عن تلف الأعصاب.