لقد ارتفع عدد الأشخاص الذين يعيشون حتى سن 100 وما بعده بشكل مطرد، حيث زادت الأرقام العالمية من 151000 في عام 2000 إلى 573000 في عام 2021، وغالباً ما يجسد هؤلاء المعمرون الشيخوخة الناجحة، حيث يعانون من أمراض مزمنة أقل ويحافظون على الاستقلال حتى سن التسعين، وفي حين تلعب الجينات دوراً في طول العمر، يمكن أن يُعزى أكثر من 60 في المائة من الشيخوخة الناجحة إلى عوامل نمط الحياة القابلة للتعديل، وإذا كنت تهدف إلى الانضمام إلى صفوف أولئك الذين يعيشون بعد سن 100، ففكر في تبني هذه العادات الأربع الرئيسية التي تم تحديدها من خلال مراجعة أنماط حياة المعمرين.. وتعيش بإذن الله سبحانه وتعالى.
وفي حين أن هذه العادات الأربع حاسمة، فإن عوامل نمط الحياة الأخرى تساهم أيضاً في طول العمر، وإن عدم التدخين، وشرب الكحول باعتدال أو عدم شربه على الإطلاق، والنشاط البدني، والحفاظ على العلاقات الاجتماعية كلها أمور مهمة لتعزيز فرصك في العيش حتى سن 100 عام.
ومن المهم أن نلاحظ أن تبني هذه التغييرات في نمط الحياة لا يضمن الوصول إلى سن 100 عام، ولكنه بالتأكيد يزيد من فرصك في عيش حياة طويلة وصحية.. بإذن الله سبحانه وتعالى الذي بيده كل شيء، ويسعى العديد من كبار السن الآن إلى أنماط حياة أكثر صحة للوقاية من الأمراض المزمنة وإدارتها، ويدرك المتخصصون في الرعاية الصحية بشكل متزايد قيمة طب نمط الحياة.
1. اتباع نظام غذائي متنوع مع تناول الملح بشكل متحكم
يعد النظام الغذائي المتوازن والمتنوع سمة مشتركة بين المعمرين ومن هم على وشك بلوغ سن المائة (الذين تتراوح أعمارهم بين 95 و99 عاماً)، وتتكون أنظمتهم الغذائية عادةً من الأطعمة الأساسية مثل الأرز والقمح والفواكه والخضروات والخيارات الغنية بالبروتين مثل الدواجن والأسماك والبقوليات، مع استهلاك معتدل للحوم الحمراء، ويرتبط هذا النمط الغذائي، الذي يشبه النظام الغذائي المتوسطي، بانخفاض مخاطر ضعف الوظيفة البدنية والوفاة.
ويعد تناول الملح عاملاً حاسماً آخر، ويفضل معظم المعمرين اتباع نظام غذائي منخفض الملح، وعلى سبيل المثال، يحتوي النظام الغذائي التقليدي في أوكيناوا، والذي ينتشر بين المعمرين اليابانيين في جزيرة أوكيناوا، على ما يقدر بنحو 1.1 جرام من الصوديوم يومياً، ويرتبط الإفراط في تناول الملح بزيادة خطر ضعف الوظيفة البدنية بمقدار 3.6 أضعاف، ولذلك، يُنصح بتقليل اللحوم الحمراء، واختيار البروتينات الخالية من الدهون مثل الدواجن والأسماك، ومراقبة استهلاك الملح عن كثب لتعزيز طول العمر.
2. انخفاض استخدام الأدوية
لا يتمتع المعمرون بمناعة ضد الأمراض المزمنة ولكنهم يميلون إلى تطويرها في وقت لاحق من الحياة، وعلى الرغم من القضايا الشائعة مثل ارتفاع ضغط الدم وضعف الإدراك، فإن المعمرين يتناولون عادة أدوية أقل من غير المعمرين، وفي المتوسط، يستخدمون حوالي 4.6 دواء، مقارنة بـ 6.7 دواء بين غير المعمرين في دراسات مماثلة.
وقد يشير انخفاض استخدام الأدوية بين المعمرين إلى صحة أفضل بشكل عام، مع انخفاض الحالات الطبية التي تتطلب العلاج، ومع ذلك، من المهم لمهنيي الرعاية الصحية وصف الأدوية بحكمة، والتأكد من أن المرضى على علم تام بالفوائد والمخاطر مع مراجعة خطط العلاج بانتظام لتجنب الإفراط في تناول الأدوية بشكل غير مناسب.
3. الحصول على نوم جيد
يعد النوم الجيد ضرورياً للحفاظ على الصحة الجيدة وإطالة العمر، فهو يؤثر على الجهاز المناعي ومستويات التوتر والوظائف الأيضية القلبية مثل السمنة وارتفاع ضغط الدم والسكري، وبين المعمرين، أفاد 68 بالمائة أنهم راضون عن جودة نومهم، وهو رقم أعلى من متوسط عدد السكان البالغين.
ومدة النوم المثالية هي سبع إلى ثماني ساعات في الليلة، ولتحقيق نوم أفضل، يوصى بالحفاظ على روتين نوم منتظم، وخلق بيئة مريحة، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وإدارة التوتر بشكل فعال، ويرتبط النوم الجيد بسنوات طويلة من الصحة الجيدة وانخفاض خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، مما يجعله عنصراً حيوياً في طول العمر.
4. بيئة المعيشة
تعيش نسبة كبيرة من المعمرين -أكثر من 75 بالمائة- في المناطق الريفية، وهو النمط الذي نراه في "المناطق الزرقاء"، وهي المناطق المعروفة بكثافة المعمرين فيها، مثل أوكيناوا في اليابان، وسردينيا في إيطاليا، وشبه جزيرة نيكويا في كوستاريكا، ويلعب الارتباط بين الطبيعة والرفاهية دوراً حاسماً في طول العمر.
ويرتبط التعرض للمساحات الخضراء بانخفاض مستويات التوتر، وانخفاض الاكتئاب، وانخفاض مخاطر الإصابة بأمراض مثل ارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري من النوع 2، وأمراض القلب، وتعزز هذه البيئة أسلوب حياة مواتٍ لطول العمر، وتسلط الضوء على أهمية بيئة المعيشة في تحقيق حياة طويلة وصحية.