أدى هجوم منسق تضمن انفجارات لأجهزة النداء في لبنان وسوريا إلى مقتل تسعة أشخاص على الأقل وإصابة الآلاف، مما يمثل أحد أكبر الخروقات الأمنية لحزب الله في السنوات الأخيرة، ويأتي الهجوم في وقت من التوترات المتزايدة في الشرق الأوسط، مع تصاعد الصراعات بين الكيان المحتل في فلسطين وحزب الله.
وعدد القتلى: قُتل تسعة أشخاص على الأقل في لبنان، بما في ذلك فتاة تبلغ من العمر 10 سنوات، وفقاً لوزير الصحة اللبناني فراس أبيض، وأصيب حوالي 2750 شخصاً، واحتاج العديد منهم إلى رعاية طبية، كما أصيب السفير الإيراني في بيروت، مجتبى أماني، في الهجوم.
وتأثر أعضاء حزب الله في سوريا أيضاً، مع تقارير عن علاج العديد منهم في مستشفيات في دمشق، وأكدت وكالة أنباء صابرين التابعة للحرس الثوري الإيراني أن بعض الحراس المتمركزين في سوريا كانوا من بين الضحايا.
وتم ربط الانفجارات بأجهزة النداء التي يستخدمها أعضاء حزب الله، وهو نظام اتصال منخفض التقنية تبنته المجموعة لمنع الاغتيالات المستهدفة من قبل الكيان المحتل، ويمثل الهجوم خرقاً خطيراً لجهاز الأمن التابع لحزب الله، والذي اعتمد على هذه الأجهزة لتجنب المراقبة الرقمية، وهذا الحادث هو أكبر فشل أمني داخلي للجماعة منذ بدء صراعها مع الكيان المحتلقبل عام تقريباً.
![]() |
أجهزة البيرج |
وألقى حزب الله باللوم على الكيان المحتل في الهجوم، ووصفه بأنه "عدوان إجرامي" أثر أيضاً على المدنيين، وتم تأكيد مقتل اثنين من مقاتلي حزب الله، كما قُتل نجل عضو مجلس نواب حزب الله علي عمار في الانفجارات، إلى جانب أبناء مسؤولين كبار آخرين في حزب الله، وتعهدت الجماعة بالرد على الكيان المحتل، ووعدت "بالعقاب العادل" للهجوم.
ولم يكن هناك تعليق رسمي من جيش الكيان المحتل، لكن توقيت الانفجار ملحوظ، وحدث بعد ساعات فقط من إعلان الكيان المحتل أنها توسع أهدافها العسكرية في الحرب الجارية، والتي بدأت في أعقاب هجمات حماس في 7 أكتوبر، ولقد استهدف الكيان المحتل قادة حزب الله بشكل نشط لعدة أشهر، مما أدى إلى تصعيد التوترات بين الجانبين.
وصرحت الحكومة الأمريكية بأنها لم تكن على علم بانفجار جهاز النداء مسبقاً ونأت بنفسها عن أي تورط، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إن واشنطن لا تزال تقيم كيف قد يؤثر الحادث على محادثات وقف إطلاق النار الجارية في غزة، وإن الجهود المبذولة لتخفيف التوترات بين حزب الله والكيان المحتل معقدة بالفعل بسبب الديناميكيات الإقليمية الأوسع، بما في ذلك الجهود الأمريكية لمنع الانتقام الإيراني لتفجير في طهران في يوليو / تموز أدى إلى مقتل الزعيم السياسي لحماس إسماعيل هنية.
ورداً على الانفجار، وضعت وزارة الصحة اللبنانية المستشفيات في جميع أنحاء البلاد في حالة تأهب قصوى وحذرت المواطنين من تجنب استخدام أجهزة الاتصال اللاسلكية، نظراً لأن حزب الله يدير شبكة اتصالات مستقلة خاصة به، منفصلة عن بقية لبنان.