أكدت وكالة ناسا رسمياً أنها تعمل على تطوير نظام زمني جديد للقمر، وتأتي هذه المبادرة في أعقاب مذكرة سياسة أصدرها البيت الأبيض في أبريل 2023، والتي وجهت وكالة ناسا لإنشاء منطقة زمنية قمرية بحلول عام 2026، وستتعاون وكالة ناسا مع وكالات الحكومة الأمريكية والشركاء الدوليين ومنظمات المعايير لإنشاء نظام التوقيت القمري المنسق هذا.
وتنبع الحاجة إلى منطقة زمنية قمرية من نظرية النسبية لأينشتاين، والتي تشرح أن الوقت يتأثر بالسرعة والجاذبية، ونظراً لأن جاذبية القمر أضعف من جاذبية الأرض، فإن الوقت يتحرك بشكل أسرع قليلاً على القمر، ويبلغ الفرق حوالي 56 ميكروثانية في اليوم، وقد يبدو هذا صغيراً ولكنه يمكن أن يؤثر بشكل كبير على الحسابات الخاصة بمهام الفضاء المستقبلية، لوضع هذا في المنظور الصحيح، بسرعة الضوء، 56 ميكروثانية تساوي حوالي 168 ملعب كرة قدم، وبدون تعديل هذا الفارق الزمني، سيبدو رواد الفضاء الذين يدورون حول القمر أبعد كثيراً عن موقعهم الفعلي.
وكلف مذكرة البيت الأبيض الصادرة في أبريل وكالة ناسا بالتعاون مع العديد من الإدارات الأمريكية - التجارة والدفاع والخارجية والنقل - للتخطيط لإدخال المنطقة الزمنية القمرية بحلول نهاية عام 2026، وستلعب اتفاقيات أرتميس، التي وقعتها 43 دولة، دوراً رئيسياً في تطوير معيار الوقت هذا، على الرغم من أن الصين وروسيا اختارتا عدم الانضمام إلى الاتفاقية.
وسيقود برنامج الاتصالات والملاحة الفضائية التابع لوكالة ناسا تطوير LTC، مع كون أحد الأهداف الرئيسية هو قابلية توسيع نطاق نظام الوقت هذا ليشمل الأجرام السماوية الأخرى، بما في ذلك المريخ، وسيتم حساب هذا الوقت القمري باستخدام متوسط مرجح للساعات الذرية على القمر، على غرار الطريقة التي يتم بها تحديد التوقيت العالمي المنسق للأرض، ولا تزال المواقع الدقيقة لهذه الساعات الذرية قيد الدراسة.
ويعد تطوير منطقة زمنية قمرية أمراً ضرورياً للبعثات الفضائية المستقبلية، وخاصة برنامج أرتميس التابع لوكالة ناسا، وتخطط مهمة أرتميس 2، المقرر إطلاقها في سبتمبر/أيلول 2025، لإرسال أربعة رواد فضاء في رحلة حول القمر، وبعد عام واحد، تهدف مهمة أرتميس 3 إلى إنزال رواد فضاء بالقرب من القطب الجنوبي للقمر، وستستفيد هذه البعثات من نظام دقيق للوقت القمري، والذي سيكون بالغ الأهمية لضمان نجاح الملاحة والاتصالات والعمليات العلمية على سطح القمر.
وباختصار، يمثل إنشاء منطقة زمنية قمرية خطوة مهمة في خطط البشرية طويلة الأجل لاستكشاف القمر وما بعده، وبحلول عام 2026، قد يكون للقمر نظام زمني دقيق وموثوق به، مما يضمن عمل البعثات المستقبلية بالدقة والكفاءة اللازمتين للنجاح.