كشفت دراسة رائدة نشرت في مجلة Nutritional Neuroscience أن اتباع نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية وعالي البروتين يمكن أن يقلل بشكل كبير من أعراض القلق والاكتئاب لدى الأفراد المصابين بالسمنة في غضون 15 يومًا فقط، وتؤكد النتائج، التي أبرزها موقع "Times Now"، على إمكانات التدخلات الغذائية في معالجة مشاكل الصحة العقلية.
وتسلط هذه الدراسة الضوء على العلاقة الحاسمة بين النظام الغذائي والصحة العقلية، وخاصة في سياق السمنة، ومن خلال تقليل القلق والاكتئاب، يمكن لنظام غذائي منخفض السعرات الحرارية وعالي البروتين أن يساهم في تحسين الصحة العامة، وبالنسبة للأفراد الذين يسعون إلى تبني عادات غذائية أكثر صحة، فإن دمج الوجبات الغنية بالبروتين يمكن أن يوفر فوائد جسدية ونفسية.
وتمهد هذه النتائج الطريق أمام المتخصصين في الرعاية الصحية للنظر في التدخلات الغذائية كجزء من خطط العلاج الشاملة للسمنة والتحديات الصحية العقلية المرتبطة بها، وبالنسبة لأولئك الذين يكافحون السمنة، يقدم هذا النهج الأمل في تحسين الصحة العقلية والجسدية في فترة قصيرة نسبيًا.
نظرة عامة على الدراسة
كان الهدف من البحث تقييم تأثير التدخلات الغذائية على المتغيرات النفسية مثل القلق والاكتئاب والتوتر لدى الأفراد المصابين بالسمنة، وتم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين:
- مجموعة التدخل: اتبعت نظامًا غذائيًا منخفض السعرات الحرارية مع زيادة البروتين.
- مجموعة التحكم: اتبعت نظامًا غذائيًا قياسيًا منخفض السعرات الحرارية مع مستويات بروتين طبيعية.
لضمان العدالة، تم توزيع المشاركين عشوائيًا على هذه المجموعات باستخدام التقسيم الطبقي، والذي يوازن أحجام المجموعات. تم تقييم التدابير النفسية والجسدية على فترات 15 و30 و60 يومًا لتتبع التقدم.
النتائج الرئيسية
أظهرت الدراسة تحسنًا كبيرًا في الصحة العقلية في مجموعة التدخل:
- 15 يومًا: شهد المشاركون انخفاضًا ملحوظًا في أعراض القلق والاكتئاب.
- 30 و60 يومًا: كانت مستويات التوتر أقل بكثير مقارنة بمجموعة التحكم.
وبينما بدأت كلتا المجموعتين بتكوين جسم مماثل ومستويات نشاط بدني ومتغيرات نفسية، أظهرت مجموعة التدخل باستمرار تحسنات أكبر في الصحة العقلية بمرور الوقت، وتشير هذه النتائج إلى أن اتباع نظام غذائي عالي البروتين يمكن أن يكون بمثابة نهج تكميلي لإدارة تحديات الصحة العقلية لدى الأشخاص المصابين بالسمنة.
والسمنة هي أزمة صحية عالمية متنامية، تؤثر على ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم، ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، ترتبط السمنة بالعديد من المخاطر الصحية، بما في ذلك أمراض القلب والسكري وتحديات الصحة العقلية، ويتوقع أطلس السمنة العالمي لعام 2023 أنه بحلول عام 2035، سيكون أكثر من 4 مليارات شخص - أكثر من نصف سكان العالم - يعانون من السمنة أو زيادة الوزن.
وتعرف منظمة الصحة العالمية السمنة بأنها "تراكم غير طبيعي أو مفرط للدهون يشكل خطراً على الصحة"، ويتم قياس ذلك عادة باستخدام مؤشر كتلة الجسم (BMI)، حيث يشير مؤشر كتلة الجسم الذي يبلغ 30 أو أعلى إلى السمنة، ويتم حساب مؤشر كتلة الجسم عن طريق قسمة وزن الشخص بالكيلوجرام على مربع طوله بالأمتار.
أسباب وأعراض السمنة
- العوامل الوراثية: التاريخ العائلي للسمنة.
- خيارات نمط الحياة: السلوك المستقر وعادات الأكل السيئة.
- العوامل النفسية: التوتر والقلق والاكتئاب.
- الحالات الصحية: اختلال التوازن الهرموني وبعض الأدوية.
تشمل أعراض السمنة غالبًا صعوبة أداء الأنشطة البدنية وآلام المفاصل وحالات مثل هشاشة العظام، كما يمكن أن تؤدي أيضًا إلى انقطاع النفس أثناء النوم، وهي الحالة التي يصبح فيها التنفس صعبًا أثناء النوم.