Earthquake

اليابان، التي تقع في واحدة من أكثر المناطق نشاطاً زلزالياً في العالم، تواجه خطراً متزايداً من الزلازل المدمرة، وأصدرت لجنة الزلازل الحكومية اليابانية، التي تنشر سنوياً توقعات حول احتمالات الزلازل على طول حدود الصفائح التكتونية النشطة، تحذيراً جديداً بشأن صدع نانكاي، وهذا الصدع، المعروف بتاريخه من الزلازل القوية، يمكن أن ينتج زلزالاً كارثياً في المستقبل القريب.

ووفقاً لأحدث توقعات اللجنة، هناك فرصة بنسبة 80% لحدوث زلزال بقوة 8 إلى 9 درجات على صدع نانكاي خلال السنوات الثلاثين المقبلة، وهذا يمثل زيادة طفيفة عن توقعات العام الماضي التي بلغت 70-80%، وعلى مدى السنوات العشر المقبلة، تقدر احتمالية حدوث مثل هذا الحدث بنحو 30%، وعلى مدى السنوات الخمسين المقبلة، ترتفع الاحتمالية إلى 90% أو أكثر.

وأكد الخبراء أن غياب الزلزال المتوقع لا يزيد من احتمالية وقوعه بشكل كبير ولكنه يسلط الضوء على المخاطر المستمرة بمرور الوقت، والجدير بالذكر أن الزلازل الأخيرة في منطقة هيوجا نادا، بما في ذلك الأحداث التي وقعت في عام 2023 وأغسطس 2024، لا علاقة لها بصدع نانكاي.

وتبلغ احتمالية تعرض محافظة مياجي في شمال شرق اليابان لزلزال بقوة 7.4 درجة خلال السنوات الثلاثين المقبلة 80-90٪، ويواجه الجزء الشرقي من محافظة أوموري احتمالية بنسبة 20-40٪ لزلزال بقوة 7.9 درجة خلال نفس الفترة، وفي منطقة توكاتشي في هوكايدو، ارتفعت احتمالية وقوع زلزال بقوة 8-8.6 درجة إلى 20٪ على مدى السنوات الثلاثين المقبلة.

ويشهد صدع نانكاي، الذي يمتد على طول الساحل الجنوبي لوسط هونشو وجزيرة شيكوكو والساحل الشرقي لجزيرة كيوشو، زلازل كبرى كل 100 إلى 150 عامًا تقريبًا، ووقع آخر زلزال كبير على هذا الصدع في 21 ديسمبر 1946، بقوة 8.1 درجة، وأسفر هذا الحدث عن مقتل 1300 شخص وإصابة 2600 آخرين وفقدان 113 شخصًا، كما دمر 36000 منزل وأثار موجة تسونامي بارتفاع 6 أمتار، مما أدى إلى تدمير 1500 منزل إضافي.

ويحذر علماء الزلازل من أن زلزالًا مستقبليًا على صدع نانكاي قد يؤدي إلى عواقب أكثر كارثية، فقد يضرب تسونامي يتجاوز ارتفاعه 20 مترًا المناطق الساحلية، مع آثار مدمرة، وفي أسوأ السيناريوهات، قد يفقد أكثر من 320 ألف شخص حياتهم، ويصاب 620 ألف شخص، ويتم إجلاء 9.5 مليون شخص، وسيكون التأثير الاقتصادي والبنيوي غير مسبوق.

ونظرًا للاحتمالات المتزايدة، تواجه اليابان حاجة ماسة إلى تعزيز الاستعداد للكوارث، ويعمل علماء الزلازل والمسؤولون الحكوميون على تحسين أنظمة الإنذار المبكر وخطط الإخلاء وحملات التوعية العامة، والهدف هو تقليل الخسائر والأضرار التي تلحق بالبنية الأساسية عندما يحدث الزلزال الكبير التالي.




إقراء إيضاً : علماء يكتشفون "تدفق راديوي" سريع وغامض بتقنية فريدة ! .. متابعة القراءة