Ancient Fire

وجد فريق من العلماء دليلاً على أن سلسلة من حرائق الغابات قبل 13000 عام قضت على أنواع كاملة من الحيوانات الضخمة في جنوب كاليفورنيا ، ونتجت الحرائق عن مجموعة من العوامل ، بما في ذلك ارتفاع درجة حرارة المناخ والجفاف والنشاط البشري ، وتقدم الدراسة ، التي نُشرت في مجلة Nature Communications ، رؤى جديدة حول دور حرائق الغابات في أحداث الانقراض.

وقام المؤلفون بتحليل عينات الرواسب من البحيرة المدعوة بـ إلزينور بكاليفورنيا ، والتي توفر سجلاً لمناخ المنطقة والغطاء النباتي بمرور الوقت ، وأظهرت النوى أن المنطقة شهدت سلسلة من حرائق الغابات منذ حوالي 13000 عام ، وكانت هذه الحرائق أكبر بكثير وأكثر حدة من أي حرائق حدثت في المنطقة في التاريخ الحديث ، وكانت الحرائق شديدة السخونة لدرجة أنها أحرقت التربة الأساسية ، مما جعل من الصعب على النباتات إعادة النمو.

وتسببت الحرائق أيضًا في تغيير جذري في الغطاء النباتي في المنطقة وايضاً في صلاحية التربة للزراعة ، وقبل الحرائق ، كانت المنطقة موطنًا لمجموعة متنوعة من الحيوانات الضخمة ، بما في ذلك الماموث وmastodons والقطط ذات الأسنان ، وتم تكييف هذه الحيوانات مع مناخ دافئ ورطب ، ولم تكن قادرة على البقاء على قيد الحياة في المناظر الطبيعية الجافة التي دمرتها الحرائق.

وحذر مؤلفو الدراسة من أن نفس مجموعة العوامل التي أدت إلى حرائق الغابات قبل 13000 عام يمكن أن تحدث مرة أخرى في المستقبل القريب ، ويتسبب تغير المناخ في ارتفاع درجة حرارة الأرض ، مما يجعل حرائق الغابات أكثر احتمالا وأكثر حدة ، كما أصبح الجفاف أكثر شيوعًا ، ويزيد النشاط البشري من مخاطر اندلاع حرائق الغابات (من المؤكد أن تكون حرائق كبيرة ومميتة).

ويدعو المؤلفون إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للتصدي لتغير المناخ وتقليل مخاطر حرائق الغابات ، كما يحثون العلماء على مواصلة دراسة دور حرائق الغابات في أحداث الانقراض ، حتى نتمكن من فهم كيفية منع حدوثها مرة أخرى بشكل أفضل ، وتسلط نتائج الدراسة الضوء على أهمية فهم دور حرائق الغابات في أحداث الانقراض ، ويمكن أن يكون لحرائق الغابات تأثير مدمر على النظم البيئية ، ويمكن أن تؤدي إلى انقراض الأنواع التي لا تتكيف مع الحرائق.

ومن خلال فهم العوامل التي تساهم في حرائق الغابات ، يمكننا التخفيف بشكل أفضل من تأثيرها وحماية التنوع البيولوجي لكوكبنا ، وبالإضافة إلى العوامل المذكورة أعلاه ، يشير مؤلفو الدراسة أيضًا إلى أن حرائق الغابات ربما تفاقمت بسبب وجود البشر في المنطقة ، ومن المعروف أن البشر اصطادوا الحيوانات الضخمة ، وربما يكونون قد أطلقوا حرائق عن طريق الخطأ.

وتوفر نتائج الدراسة تحذيرًا بشأن العواقب المحتملة لتغير المناخ والنشاط البشري ، وإذا لم نتخذ إجراءً لمعالجة هذه القضايا ، فيمكننا أن نرى تكرارًا لأحداث الانقراض التي حدثت قبل 13000 عام ، وقد نرى حرائق ضخمة تخرج عن السيطرة وقد تقتل انواع من الحيوانات وقد تقضي ايضاً على البشر وقد تنهي مساحات زراعية وتحرق التربة تماماً وتجعله غير صالحة للزراعة.



إقراء إيضاً : الصدأ الذكي ... فريق ألماني يطور تقنية جديدة لتنقية المياه من عدة ملوثات ... متابعة القراءة