Covid-19

تسلط حالة طبية حديثة الضوء على نتيجة نادرة ومقلقة لعدوى كوفيد-19، وتلقي الضوء على العلاقة المحتملة بين الفيروس ومرض البريون، وتم إدخال المريض، وهو رجل يبلغ من العمر 62 عامًا، إلى مركز مستشفى سيناي كوينز في الولايات المتحدة، وقد ظهرت عليه أعراض مثيرة للقلق تتمثل في التدهور السريع للدماغ، بما في ذلك ضعف الحركة والارتعاشات اللاإرادية.

وعند تتبع ظهور الأعراض إلى إصابة سابقة بكوفيد-19، شرع المهنيون الطبيون في سلسلة شاملة من الاختبارات لاستكشاف الحالات العصبية المحتملة المرتبطة بالفيروس، وقد وثقت الدراسات السابقة مجموعة من المضاعفات العصبية التي تنشأ بعد فيروس كوفيد-19، بما في ذلك السكتات الدماغية والنوبات وضعف الذاكرة وحتى مرض باركنسون.

ومن المثير للاهتمام أن المزيد من الفحص كشف أن المريض قد أصيب بمرض البريون، وتحديدًا جسيم بروتيني معدي يُعرف باسم البريون، واعتبر مقال نُشر في المجلة الأمريكية لتقارير الحالة أنه "من المحتمل جدًا" أن يكون مرض البريون ناجمًا عن عدوى كوفيد-19، ومن المؤسف أن حالة المريض تدهورت بسرعة ملحوظة، مما أدى في النهاية إلى وفاته بسبب التقدم السريع للمرض.

في حين أن هذه الحالة تثير شكوكًا قوية حول وجود صلة بين فيروس كوفيد-19 ومرض البريون، فإن المجتمع الطبي يؤكد الحاجة إلى إجراء أبحاث إضافية لإثبات هذا الارتباط بشكل مؤكد، واعترف الأطباء المشاركون في القضية أنه على الرغم من أن مثل هذه الحالات تبدو مرتبطة بكوفيد-19، إلا أنه لا توجد أدلة قاطعة تتجاوز النتائج العرضية حاليًا.

تفعيل الخلايا الدبقية الصغيرة في مرض البريون

ولا تزال الآليات الدقيقة التي قد يتسبب بها كوفيد-19 في الإصابة بمرض البريون لدى الأفراد المصابين غير واضحة وتتطلب مزيدًا من التحقيق، وتشكل أمراض البريون مجموعة نادرة ومدمرة من الاضطرابات التي تتميز بوجود بروتين البريون، مما يؤدي إلى تلف سريع وغير قابل للعلاج في الدماغ، ومعظم الأفراد المصابين بأمراض البريون يموتون خلال عام من ظهور الأعراض.

وأحد أكثر أمراض البريون انتشارًا التي تؤثر على البشر هو مرض كروتزفيلد جاكوب (CJD)، والذي يظهر عادةً بطريقة متفرقة، مما يسبب طيًا غير طبيعي للدماغ، وقد تنشأ أيضًا الأشكال الموروثة من أمراض البريون عندما يحمل أحد الوالدين طفرة جينية تؤدي إلى تراكم البريون في دماغه أثناء مرحلة البلوغ، وتجدر الإشارة إلى أن أمراض البريون يمكن أن تنتقل أحيانًا إلى البشر من خلال استهلاك اللحوم الملوثة، ومن الأمثلة المعروفة على ذلك اعتلال الدماغ الإسفنجي البقري، والذي يشار إليه عادةً باسم "مرض جنون البقر".

وتشمل أعراض مرض البريون تغيرات في الوظيفة الإدراكية، وتغيرات في الشخصية، وفقدان التنسيق، وضعف الرؤية، وانخفاض في نهاية المطاف في وظائف المخ والقدرات الحركية، وتميل هذه الأعراض إلى التقدم بسرعة على مدى عدة أسابيع إلى أشهر، مما يؤكد الحاجة الملحة لفهم العلاقة المحتملة بين كوفيد-19 وهذه الحالة العصبية النادرة.

اعراض مرض البريون

يتميز مرض كروتزفيلد جاكوب بتغيرات في القدرات العقلية، وتتطور الأعراض وتزداد سوءا بسرعة، عادة في غضون عدة أسابيع إلى بضعة أشهر، وتشمل الأعراض المبكرة ما يلي: فقدان الذكاء والذاكرة - التغيرات في الشخصية - فقدان التوازن والتنسيق - كلام غير واضح - مشاكل في الرؤية والعمى - حركات رجيج غير طبيعية - فقدان تدريجي لوظيفة الدماغ والتنقل.