WP

أكدت منظمة هيومن رايتس ووتش مؤخراً من استخدام الجيش الإسرائيلي للفسفور الأبيض في هجماته يومي 10 و11 أكتوبر على غزة والحدود اللبنانية، والفسفور الأبيض، الذي يُستخدم غالبًا كستار دخاني وكسلاح، لديه القدرة على التسبب في ضرر كبير للمدنيين بسبب الحروق الشديدة التي يسببها وتأثيره على المدى الطويل على الناجين، ويثير استخدامه في المناطق المكتظة بالسكان، مثل غزة، مخاوف بشأن الامتثال للقانون الإنساني الدولي.

والفسفور الأبيض مادة كيميائية توجد في قذائف المدفعية والقنابل والصواريخ، ويشتعل عند تعرضه للأكسجين، ويولد حرارة شديدة وضوءًا ودخانًا كثيفًا، وبينما يخدم أغراضًا عسكرية، فإن ملامسته لجسم الإنسان يؤدي إلى إصابات مروعة، ولا يتم تصنيف الفوسفور الأبيض كسلاح كيميائي بسبب استخدامه الأساسي الذي ينطوي على الحرارة واللهب بدلاً من خصائصه السامة.

Message Dialog

ويستخدم الفسفور الأبيض بشكل رئيسي لإخفاء العمليات العسكرية من خلال خلق ستار من الدخان يخفي تحركات القوات، وهو يتداخل مع بصريات الأشعة تحت الحمراء وأنظمة تتبع الأسلحة، مما يوفر الحماية للقوات العسكرية ضد الأسلحة الموجهة، ويعتمد مدى تأثيرها على ما إذا كانت تنفجر في الهواء أو على الأرض، وفي المناطق المكتظة بالسكان، مثل قطاع غزة، تزيد الانفجارات الجوية من المخاطر التي يتعرض لها المدنيون.

وتسبب حروق الفسفور الأبيض إصابات خطيرة وبطيئة الالتئام، وغالبًا ما تصل إلى العظام وتكون عرضة للإصابة بالعدوى، وقد يعاني الناجون من معاناة مدى الحياة، بما في ذلك التشنجات، وشد العضلات، وضعف الحركة، والصدمات النفسية، كما يمكن للحرائق الناجمة عن الفسفور الأبيض أن تدمر المنشآت المدنية، وتلحق الضرر بالمحاصيل، وتلحق الضرر بالماشية، ويؤدي نقص الموارد الطبية في مناطق النزاع إلى تفاقم تحديات علاج الحروق الخطيرة.

يتم عزل الفسفور الابيض عن الاكسجين داخل محلول سائل

وتعتبر ذخائر الفسفور الأبيض أسلحة حارقة عند استخدامها كأسلحة حرب، في حين أن الأسلحة الحارقة ليست محظورة صراحة بموجب القانون الإنساني الدولي، فإن القانون العرفي يفرض على الدول اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لمنع إلحاق الضرر بالمدنيين، ويغطي البروتوكول الثالث لاتفاقية الأسلحة التقليدية الأسلحة الحارقة لكنه يحتوي على ثغرات، ويقيد بعض الأسلحة الحارقة التي تُطلق من الأرض بالقرب من التجمعات المدنية ولكن ليس كلها، مثل ضربات مدفعية الفسفور الأبيض في غزة.

ويمكن القول إن تعريف البروتوكول، الذي يستند إلى الذخائر المصممة في المقام الأول لإشعال النار في البشر، يستبعد الذخائر متعددة الأغراض مثل تلك التي تحتوي على الفسفور الأبيض إذا استخدمت كستار من الدخان، وقد دعت هيومن رايتس ووتش والعديد من الدول الأطراف في اتفاقية الأسلحة التقليدية إلى سد هذه الثغرات وتعزيز القيود المفروضة على الأسلحة الحارقة التي تُطلق من الأرض.

وهم يدعمون الحاجة إلى إجراء مناقشات مخصصة حول حالة البروتوكول الثالث ومدى ملاءمته خلال اجتماع الدول الأطراف في الاتفاقية في نوفمبر 2023، وهذا يسلط الضوء على الحاجة الملحة لإعادة تقييم وضع وملاءمة القانون الدولي فيما يتعلق بالأسلحة الحارقة واستخدام الفسفور الأبيض في الصراعات الحديثة.




إقراء إيضاً : القنبلة العرقية .. السلاح الاخطر في العالم والتي تحاول إسرائيل الوصول إليه ! ... متابعة القراءة