Aliens

كل عامين، تشارك الأرض والمريخ في رقصة سماوية تؤدي إلى اختفاء الكوكب الأحمر مؤقتًا من سمائنا، وتحدث هذه الظاهرة التي لاتثير القلق، والمعروفة باسم الاقتران الشمسي، عندما يمر كوكب المريخ خلف الشمس مباشرة، مما يجعله قريبًا جدًا من وهج الشمس بحيث لا يمكن رؤيته من الأرض.

وقد بدأ الاقتران الشمسي يوم السبت في 18 نوفمبر 2023، وسوف يستمر الاقتران الشمسي لمدة أسبوعين تقريبًا، وخلال هذه الفترة، سوف يكون كوكب المريخ غير مرئي بشكل فعال للمراقبين الموجودين على الأرض، مما يجعله وقتًا رائعًا لعلماء الفلك ومراقبي النجوم الهواة على حدٍ سواء.

Message Dialog

وسبب اختفاء كوكب المريخ هو الهندسة البسيطة، وبينما تدور الأرض والمريخ حول الشمس، تتغير مواقعهما النسبية باستمرار، وعندما يكون المريخ على الجانب الآخر من الشمس من الأرض، يقال إنه في اقتران شمسي، من وجهة نظرنا على الأرض، يبدو أن المريخ قد ابتلعه حضن الشمس الناري.

في حين أن المريخ قد يكون بعيدًا عن الأنظار مؤقتًا، إلا أنه لا يُنسى، وتواصل الاليات التابعة لناسا العمل على سطح المريخ، ويرسلون بيانات وصور قيمة تساعدنا على فهم الكوكب السماوي بشكل أفضل، وعندما يخرج المريخ من خلف الشمس في أوائل ديسمبر، سيكون هدفًا أكثر سطوعًا ووضوحًا للمراقبين الموجودين على الأرض من أي وقت مضى.

وهذا الحدث السماوي ليس ملفتًا للنظر فحسب، بل له أهمية علمية أيضًا، ويوفر الاقتران الشمسي فرصة فريدة لدراسة الغلاف الجوي للمريخ وتفاعلاته مع الرياح الشمسية، وأثناء الاقتران، يعطل إشعاع الشمس الشديد مؤقتًا الغلاف الأيوني للمريخ، وهي الطبقة العليا من غلافه الجوي التي تتأين بواسطة الإشعاع الشمسي، ويسمح هذا الاضطراب للعلماء بدراسة بنية الغلاف الأيوني وتكوينه بالتفصيل.

وسيكون الاقتران الشمسي القادم جديرًا بالملاحظة بشكل خاص لعدة أسباب، وستكون هذه هي المرة الأولى منذ وصول المركبتين الفضائيتين التابعتين لوكالة الفضاء الأوروبية، التي يمر فيها المريخ خلف قرص الشمس، وبينما يكون المريخ خلف الشمس لمدة يوم ونصف تقريبًا في الفترة من 17 إلى 18 نوفمبر، لن يكون الاتصال مع MEX وTGO محدودًا فحسب، بل سيكون مستحيلًا.

وستشكل نوافذ الاتصال المحدودة أو المستحيلة هذه بين الأرض والمريخ تحديًا للمستوطنين البشريين في المستقبل أيضًا، وسيتزامن الاقتران الشمسي في عام 2023 مع ذروة دورة نشاط الشمس، وهذا يعني أنه من المرجح أن تبعث الشمس المزيد من التوهجات الشمسية وانبعاثات الكتل الإكليلية خلال هذه الفترة، ويمكن أن تتداخل هذه الأحداث مع إشارات الراديو، مما يزيد من صعوبة التواصل مع المريخ.

وعلى الرغم من هذه التحديات، فإن الاقتران الشمسي القادم يمثل فرصة ثمينة لدراسة المريخ وتفاعلاته مع الشمس، ومن خلال مراقبة سلوك الكوكب خلال هذه الفترة، يمكن للعلماء معرفة المزيد عن غلافه الجوي، وغلافه الأيوني، وإمكاناته للحياة، لذا، بينما نودع المريخ لبضعة أسابيع، دعونا نتذكر أنه لا يزال هناك، يستكشف الكون وينتظر أن يكشف لنا أسراره.



إقراء إيضاً : تلسكوب ناسا يكشف عن كوكب يمطر رمالا! ... متابعة القراءة