Asteroids

لسنوات عديدة، أعرب العلماء عن مخاوفهم بشأن وجود كويكبات مخفية يمكن أن تشكل تهديدا كبيرا للأرض، ويشيرون إلى أنه قد يكون هناك الآلاف من هذه الأجسام المراوغة الكامنة وراء خط رؤيتنا المباشر بسبب تدخل الشمس، والكويكبات، هي في الأساس كيانات صخرية تدور حول الشمس، تجتاز أحيانًا مسارات تجعلها قريبة بشكل خطير من الأرض.

ويقوم غلافنا الجوي عادة بتفكيك معظم هذه الصخور الفضائية قبل أن تتمكن من إلحاق ضرر كبير، ومع ذلك، فقد سجل التاريخ حالات أفلتت فيها بعض الكويكبات من الدفاعات الطبيعية للأرض، مما تسبب في أحداث كارثية، وتشمل الأمثلة البارزة كويكب تشيككسولوب، الذي يُنسب إليه الفضل في القضاء على الديناصورات، ونيزك تشيليابينسك الذي ضرب روسيا في عام 2013.

Message Dialog

ونتيجة لذلك، أصدر بعض العلماء تحذيرات بشأن التهديد الوشيك المتمثل في حدوث اصطدام مفاجئ لكويكب، وتشير الكويكبات غير المرئية إلى هذه الصخور الفضائية التي يصعب اكتشافها بسبب سطوع الشمس الساحق، وسلطت إيمي ماينزر، أستاذة علوم الكواكب في جامعة أريزونا والشخصية الرائدة في بعثتين لصيد الكويكبات التابعة لوكالة ناسا، الضوء على القلق بشأن الكويكبات المجهولة: "الجسم الأكثر إشكالية هو ذلك الذي لا تعرف عنه شيئًا، إذا استطعنا تحديد ما هو موجود، يمكننا قياس المخاطر بشكل أفضل."

وعلى الرغم من الجهود المتضافرة التي يبذلها العلماء لتحديد الكويكبات الخطرة المندفعة نحو الأرض، فإن التحدي يكمن في اكتشاف ما لا يزال مخفيًا، وعلاوة على ذلك، لا يستطيع العلماء تحديد العدد الفعلي للكويكبات التي قد تشكل تهديدًا لكوكبنا بشكل نهائي، وذكر ماينزر أن العلماء يقدرون أنهم حددوا ما يقرب من 40٪ من الكويكبات التي يزيد قطرها عن 460 قدمًا (140 مترًا).

وشدد ريتشارد مويسل، رئيس قسم الدفاع الكوكبي في وكالة الفضاء الأوروبية (ESA)، على تكرار اصطدامات الكويكبات المشابهة لنيزك تشيليابينسك، والتي تحدث كل 50 إلى 100 عام تقريبًا، وسلط الضوء على الإصابات المحتملة الناجمة عن الانفجارات الجوية أو الأحداث المرتبطة بها إذا تم إعلام الناس بالتأثير الوشيك وتداعياته المتوقعة.

ولتعزيز قدرات اكتشاف الكويكبات، تعتزم وكالة الفضاء الأوروبية إطلاق مرصد NEOMIR (مهمة الأجسام القريبة من الأرض في الأشعة تحت الحمراء) قريبًا، ويهدف NEOMIR، المتمركز بالقرب من نقطة L1 Lagrange بين الأرض والشمس، إلى تحديد الكويكبات مثل نيزك تشيليابينسك المنبعث من محيط الشمس، وتسد هذه المهمة فجوة حرجة في قدرتنا على توقع الأحداث الخطرة المحتملة والاستعداد لها.

وفي العام الماضي، نفذت وكالة ناسا بنجاح مهمة اختبار إعادة توجيه الكويكب المزدوج (DART)، والتي تضمنت اصطدام مركبة فضائية عمدًا بكويكب كبير يسمى ديمورفوس، وتسعى هذه التجربة الرائدة إلى وضع استراتيجيات لحماية الأرض من تهديدات الكويكبات المستقبلية، وأشاد مدير ناسا بيل نيلسون بانتصار المهمة باعتباره لحظة محورية لكل من الدفاع عن الكواكب والإنسانية.



إقراء إيضاً : مقاطع فيديو جديدة لتأثير مهمة "الاصطدام بكويكب" ستذهل عقلك! ... متابعة القراءة