في خطوة رائدة، من المتوقع أن تُحدث الطائرات بدون طيار ثورة في مختلف جوانب الحياة اليومية بحلول نهاية هذا العقد، ومع قيادة الحكومة البريطانية لهذه المهمة، يجري وضع خطط لدمج الطائرات بدون طيار في جهود مكافحة الجريمة، وحالات الطوارئ الطبية، وحتى النقل الحضري.

والرؤية طموحة ولكنها عملية، وفي غضون عامين، يمكن أن تصبح طائرات البريد بدون طيار مشهداً شائعاً في جميع أنحاء المملكة المتحدة، في حين أن احتمال وجود سيارات أجرة طائرة بدون سائق لنقل الركاب بحلول عام 2030 يلوح في الأفق، وتعد هذه التطورات جزءاً من استراتيجية أوسع لتسخير تكنولوجيا الطائرات بدون طيار لتحقيق المنفعة المجتمعية.

وبالفعل، تستخدم شرطة ويست ميدلاندز طائرات بدون طيار لمكافحة جرائم العنف والسلوك المعادي للمجتمع، وتضمنت إحدى قصص النجاح الأخيرة تحديد طائرة بدون طيار لثلاثة مشتبه بهم بسرعة وكفاءة غير مسبوقتين، متجاوزة الأساليب الأرضية التقليدية.

وعلاوة على ذلك، تستعد الطائرات بدون طيار لتصبح منقذة للحياة في حالات الطوارئ الطبية، ويمكن لضحايا السكتة القلبية الحصول على المساعدة في الوقت المناسب حيث تقوم الطائرات بدون طيار بإسقاط أجهزة تنظيم ضربات القلب بجانبهم، وبعد نجاح البرنامج التجريبي في السويد، من المقرر أن تقوم خدمة الإسعاف الاسكتلندية بإجراء عمليات محاكاة في إدنبره، بهدف تكرار النتائج المنقذة للحياة التي شهدناها في الخارج.

وكشفت وزارة النقل عن خطة شاملة لتنظيم ودعم تكامل تكنولوجيا الطائرات بدون طيار، وتحدد خطة عمل مستقبل الطيران مبادرات لتخفيف قواعد خط البصر لطياري الطائرات بدون طيار وإعادة توظيف المطارات الأصغر كمواقع إطلاق وهبوط.

وأعرب وزير الطيران والتكنولوجيا أنتوني براون عن تفاؤله بشأن التأثير التحويلي لتكنولوجيا الطائرات بدون طيار، مؤكداً على قدرتها على تحسين الحياة ودعم الاقتصاد، وقد رددت هيئة الطيران المدني هذا الشعور، مما يشير إلى أن الطيران قد يحدث أهم ثورة منذ ظهور المحرك النفاث.

وإن الآثار الاقتصادية عميقة، حيث تشير التقديرات إلى أن تكنولوجيا الطائرات بدون طيار يمكن أن تضخ 45 مليار جنيه استرليني في اقتصاد المملكة المتحدة بحلول عام 2030، ومع اكتساب الجهود المبذولة لتسخير الطائرات بدون طيار لأغراض إنفاذ القانون والمساعدة الطبية والنقل، تقف المملكة المتحدة في طليعة هذا النقل، على استعداد لجني فوائد تبني حلول مبتكرة للتحديات المجتمعية.