Earth

هناك عدد هائل من السيناريوهات المرعبة التي قد تكون السبب الاول في نهاية العالم، وبدءاً من الذكاء الاصطناعي إلى نشوب الحروب النووية الشاملة وغيرها من السيناريوهات، وعلى الرغم من أن هذه السيناريوهات تبدو مخيفة إلا أنها ليست حتمية ويمكننا ان نتجنبها، ولكن مصير الأرض المقدر بالفناء قادم لا محالة مع السيناريو الذي يتوقعه البعض على انه أكثر قتامة "والسيناريو الوحيد هو سيناريو يوم القيامة".

ولكن يكشف رسم مرعب كيف ستنمو الشمس لتتحول إلى عملاق أحمر (نجم ميت في المراحل الأخيرة من التطور النجمي)، وتصبح كبيرة جدا لدرجة أنها ستؤدي إلى نهاية النظام الشمسي كما نعرفه، وعلى الرغم من أن هذا قد يبدو مرعباً تماماً، إلا أنه لا داعي للقلق الآن، حيث يقول كبير علماء الفلك في مرصد غرينتش الملكي، الدكتور إدوارد بلومر: ما يزال هناك نحو 5 مليارات سنة قبل أن تصل الشمس إلى مرحلة العملاق الأحمر.

Message Dialog

وتنتمي الشمس إلى فئة النجوم التي تحول الهيدروجين إلى هليوم عبر عملية الاندماج النووي تحت قوة الجاذبية الهائلة هذه هي التي تحافظ على الكواكب الثمانية وعدد لا يحصى من الأجرام الأخرى في النظام الشمسي في مدارها دون خلل او انحراف، وفي نفس الوقت، تشع الطاقة المتولدة في الاندماج النووي إلى الكون على شكل حرارة، ما يخلق منطقة صالحة للسكن تمتد من ما وراء كوكب الزهرة مباشرة إلى مدار المريخ.

وقال الدكتور بلومر وكبير علماء الفلك في مرصد غرينتش الملكي : إن كل هذا سيتغير في النهاية، وفي نحو 5 إلى 5.5 مليار سنة من الآن، ستبدأ الشمس بالتحول إلى عملاق أحمر، وأوضح أن هذا يحدث بشكل أساسي عندما ينفد الهيدروجين من الشمس، وتبدأ نواتها في الانهيار.

ومع الانهيار للطبقات الخارجية إلى الداخل، سيصبح الضغط والحرارة الناتجان شديدين للغاية بحيث ستبدأ هذه الطبقات في دمج ذرات الهيليوم لتكوين الكربون، وقد تتسبب الطاقة الناجمة عن اندماج الهليوم في توسع الشمس نحو الخارج ليزداد حجمها عدة أضعاف مقارنة مع الحجم الأصلي الكبير، وهذه العملية ستؤدي حتما إلى تدمير النظام الشمسي تماماً.

ويبلغ قطر الشمس الحالي نحو 1.4 مليون كم، ولكن عندما تصبح الشمس عملاق أحمر مدمر، فمن الممكن أن تتضخم إلى أكثر من 200 مرة من هذا الحجم العادي الكبير، وقد يصل قطرها إلى 300 مليون كم، وعندما يحدث هذا، سوف يكون كوكب عطارد وكوكب الزهرة أول ضحايا تطور الشمس، حيث سيتم سحبهما، إلى الشمس وتدميرهما.

وما يزال جميع العلماء غير قادرين على تحديد ما سيحدث لكوكبنا تماماً، إلا أن هذه النظريات تقترح أن الشمس قد تبتلع الأرض بالكامل بسبب قوى المد والجزر، وهذه ستكون "نهاية كل شيء"، وحتى لو نجحت الأرض من الإفلات من ابتلاع الشمس لها، فإن الماء على سطحها سيغلي، ومعظم غلافها الجوي سوف يتفرق باتجاه الفضاء.

وإذا بقيت الأرض في احسن احوالها (مع انتهاء جميع أشكال الحياة عليها)، فإنها "ستكون عبارة عن كرة من الصخور الميتة المنفجرة بالإشعاعات الضارة"، ومهما كان مصير كوكب الأرض، فمن المرجح أن تكون من آواخر ضحايا العملاق الأحمر، وسوف تتعرض الكواكب الخارجية، المريخ والمشتري وزحل، للحرارة الشديدة للعملاق الأحمر الكبير، وسيفقدون أغلفتهم الجوية، ولن يتم تدميرهم بالكامل.

وبعد مرحلة العملاق الأحمر، ستتحول الشمس إلى سديم كوكبي يتوسطه قزم أبيض (هو جوهر ساخن وكثيف للنجم الميت)ن وخلال هذا التحول، سوف يتقلص لب (نواة) الشمس، ما يؤدي إلى التخلص من الطبقات الخارجية التي ستدفع بالتأكيد سحابة أورط وحزام كايبر إلى خارج النظام، وقد تؤدي أيضا إلى طرد أورانوس ونبتون.

وسيكون القزم الأبيض الذي تتطور إليه شمسنا، قادرا على السطوع لمدة تريليونات السنين حتى يغرق في الظلام، وسيختفي السديم الكوكبي الذي ستنشئه شمسنا تماما، ولن يبقى سوى القزم الأبيض والكواكب والكويكبات الباقية، ويوضح الدكتور بلومر أن بعض النماذج تتنبأ بأن زحل قد يجد نفسه فجأة في منتصف المنطقة الصالحة للسكن الجديدة، ولكن "لا يمكننا العيش على كوكب زحل، ولكن ربما على قمره تيتان".



إقراء إيضاً : ماذا تعرف عن "قلق المناخ"؟... متابعة القراءة