ظهرت في روسيا تطورات رائدة في علاج السرطان، حيث أظهر لقاح جديد مصمم لمكافحة جميع أنواع السرطان نتائج واعدة في الاختبارات المعملية على الفئران، ويمتلك اللقاح المبتكر، الذي تم تطويره باستخدام تقنية mRNA، القدرة على إحداث ثورة في علاج السرطان من خلال استهداف الأورام الخبيثة بشكل أكثر فعالية.
وأعلن الأكاديمي ألكسندر جينسبيرج عن الانتهاء بنجاح من الاختبارات على الفئران المعملية خلال مقابلة مع Gazeta.Ru في المنتدى الاقتصادي الدولي في سانت بطرسبرغ، ووفقاً لجينسبيرج، أظهر اللقاح فعالية كبيرة في علاج الفئران المصابة بسرطان الجلد، وأظهرت الفئران الملقحة انخفاضاً ملحوظاً في حجم الورم مقارنة بنظيراتها غير الملقحة، والتي استسلمت للمرض بين اليومين 19 و 22، واللافت للنظر أن الفئران الملقحة ظلت على قيد الحياة بعد هذه الفترة، مما يسلط الضوء على إمكانات اللقاح في إطالة البقاء على قيد الحياة لدى مرضى السرطان.
وتعتمد إدارة هذا اللقاح على حالة المريض ونوع السرطان الذي يتم علاجه، وأوضح جينسبيرج أن اللقاح يمكن حقنه مباشرة في الورم الخبيث أو إعطاؤه عن طريق العضل، ويضمن هذا النهج توزيع اللقاح بشكل فعال في جميع أنحاء الجسم، مما يزيد من تأثيره العلاجي، والجدير بالذكر أن الإعطاء عن طريق الفم اعتُبر غير فعال، حيث يتم استقلاب اللقاح بواسطة الكبد قبل الوصول إلى الخلايا المستهدفة بسبب غلافه الدهني.
ويعتمد تطوير اللقاح على تقنية mRNA، التي كانت محورية في إنشاء لقاحات COVID-19 بسرعة، والميزة الأكثر أهمية لهذه التقنية، كما أكد جينسبيرج، هي قدرتها على إنتاج تركيزات عالية من المستضد المستهدف داخل الخلايا، وهذه المستضدات، وهي بروتينات أو ببتيدات مشفرة بواسطة mRNA، ضرورية للجهاز المناعي للتمييز بين الخلايا السليمة والخبيثة، ومن خلال توليد استجابة مناعية قوية، يساعد اللقاح الجسم على استهداف الخلايا السرطانية والقضاء عليها بشكل فعال.
وبعد النتائج الواعدة في الفئران، تتضمن الخطوة التالية التجارب السريرية على المرضى من البشر، وسوف يتم تصميم طريقة إعطاء اللقاح ــ سواء مباشرة في الورم أو عن طريق الحقن العضلي ــ على أساس المتطلبات المحددة لكل مريض، وسوف تحدد هذه التجارب فعالية اللقاح وسلامته لدى البشر، مما يقربه من الاستخدام السريري على نطاق واسع.