إن مراقبة مستويات السكر في الدم هي جانب بالغ الأهمية في إدارة مرض السكري، ولكن تواتر المراقبة قد يختلف حسب نوع وشدّة الحالة، فضلاً عن العوامل الصحية الفردية، وفي هذا المقال ستجد نظرة مفصلة على عدد المرات التي يجب أن تراقب فيها مستويات السكر في الدم يوميا، وعلى سيناريوهات مختلفة.
وإذا كنت تعاني من شكل خفيف من مرض السكري يمكن السيطرة عليه من خلال النظام الغذائي وممارسة الرياضة فقط، فقد لا تكون المراقبة المستمرة ضرورية، ومع ذلك، فإن الاحتفاظ بجهاز قياس نسبة السكر في الدم في المنزل قد يكون مفيداً لإجراء الفحوصات العرضية، خاصة إذا كان بإمكانك تحمل تكلفتها، ويمكن أن تساعدك هذه المراقبة العرضية في ضمان استقرار مستويات السكر في الدم وتوفير راحة البال.
وبالنسبة لأولئك الذين يعانون من مرض السكري الأكثر تعقيداً، مثل سكري الحمل، أو مرض السكري من النوع الأول، أو مرض السكري من النوع الثاني، فإن المراقبة المنتظمة أمر مستحسن، ويمكن أن يساعد استخدام جهاز قياس نسبة السكر في الدم في المنزل في تتبع مستويات السكر في الدم بشكل متكرر، مما يوفر بيانات قيمة لكل من المريض والطبيب، ويمكن أن تكون هذه البيانات حاسمة لاتخاذ قرارات مستنيرة بشأن الأدوية والنظام الغذائي وتغييرات نمط الحياة.
ويحتاج الأشخاص الذين يعانون من حالات تسبب تقلب مستويات السكر في الدم، مثل مرض الكلى المزمن، إلى مراقبة مستويات الجلوكوز لديهم عدة مرات في اليوم، وتساعد المراقبة المنتظمة في فهم التقلبات اليومية وتوفر صورة أوضح للتحكم في نسبة السكر في الدم، ويمكن أن يساعد هذا الرصد التفصيلي في إدارة الحالة بشكل أكثر فعالية وتجنب المضاعفات.
ويساعد الرصد المنتظم في تحديد ما إذا كانت مستويات السكر في الدم مرتفعة جداً أو منخفضة جداً، وكلاهما يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، وتسمح الفحوصات المتكررة بإجراء تعديلات في الوقت المناسب في العلاج لإدارة هذه التقلبات بشكل فعال، ويمكن أن يمنع هذا النهج الاستباقي حالات الطوارئ ويحافظ على صحة أفضل بشكل عام.
ومن المستحسن عموماً قياس مستويات السكر في الدم أربع مرات في اليوم: عند الاستيقاظ في الصباح، وقبل الذهاب إلى الفراش في المساء، وبعد ساعتين من كل وجبة، وفي بعض الحالات، قد يكون من الضروري إجراء الاختبار قبل الوجبات لتحديد الجرعات المناسبة من الدواء أو قبل النوم لتجنب نقص السكر في الدم الليلي، ويمكن أن تساعد هذه الفحوصات المنتظمة في الحفاظ على مستوى ثابت لسكر الدم طوال اليوم.
ويمكن أن تؤثر العديد من العوامل على مستويات السكر في الدم الطبيعية، بما في ذلك العمر ونوع وشدة مرض السكري ومدة مرض السكري ووجود مضاعفات مرض السكري والحمل والحالة الصحية العامة ووجود أمراض أخرى، ويمكن أن يساعد فهم هذه العوامل في تصميم جدول المراقبة وفقاً للاحتياجات الفردية.
وإن المراقبة الفورية أمر بالغ الأهمية عند ظهور أعراض ارتفاع أو انخفاض مستويات السكر في الدم، مثل الدوخة أو التعرق أو الارتباك أو الجوع الشديد، وإن القدرة على فحص مستويات السكر في الدم على الفور في مثل هذه المواقف يمكن أن تمنع حدوث مضاعفات وتضمن التدخل في الوقت المناسب.
وفي حين أن أجهزة قياس نسبة السكر في الدم قد لا تكون دقيقة مثل اختبارات المعمل، إلا أنها مفيدة للمراقبة المتكررة، فهي توفر قراءات فورية تساعد في تتبع اتجاهات نسبة السكر في الدم وإجراء التعديلات اللازمة في العلاج، وهذه الراحة تجعلها أداة قيمة في إدارة مرض السكري.
وإن الاستشارة المنتظمة مع مقدمي الرعاية الصحية ضرورية لتحديد أفضل جدول مراقبة لحالتك المحددة، ويمكن لطبيبك تقديم نصائح شخصية بناءً على احتياجاتك الصحية والبيانات التي تم جمعها من جهاز قياس الجلوكوز الخاص بك، ويمكن أن يؤدي هذا التعاون إلى إدارة أكثر فعالية لمرض السكري وتحقيق نتائج صحية أفضل.