اكتشف علماء صينيون ظاهرة غامضة تحدث فوق الأهرامات في مصر، وهي عبارة عن فقاعات بلازما ضخمة لديها القدرة على تعطيل الاتصالات عبر الأقمار الصناعية وأنظمة تحديد المواقع العالمية، وباستخدام تكنولوجيا الرادار المتطورة التي طورتها الأكاديمية الصينية للعلوم، تم رصد هذه الفقاعات البلازمية في أعقاب عاصفة شمسية قوية في نوفمبر/تشرين الثاني.
وفقاعات البلازما هي شذوذ في الغلاف الأيوني للأرض، وهي طبقة الغلاف الجوي التي تحتوي على جسيمات مشحونة، ويمكن لهذه الفقاعات أن تتداخل مع الإشارات الصادرة عن الأقمار الصناعية، مما يؤثر على أنظمة الاتصالات والملاحة مثل نظام تحديد المواقع العالمي، وتساهم عوامل مثل النشاط الجيومغناطيسي، وظروف الطقس، والحقل المغناطيسي للأرض في تكوين هذه الفقاعات.
واكتشف العلماء الصينيون هذه الفقاعات البلازمية باستخدام رادار التصوير الأيوني بعيد المدى والمنخفض الارتفاع (LARID)، وهو نظام يتمتع بمدى اكتشاف مذهل يبلغ 9600 كيلومتر، ويسمح هذا الرادار المتقدم للعلماء بمراقبة وتتبع تكوين وحركة فقاعات البلازما بتفاصيل غير مسبوقة.
وبينما تم اكتشاف فقاعات البلازما فوق الأهرامات، فإن وجودها ليس حصرياً لهذا الموقع، وتميل هذه الفقاعات إلى التكون في المناطق القريبة من خط الاستواء، ومن المرجح أن يكون ظهورها فوق الأهرامات قد تزامن مع العاصفة الشمسية التي تسببت في تكوينها، وكان توقيت وموقع العاصفة الشمسية من العوامل الرئيسية، وليس أي خاصية فريدة للأهرامات نفسها.
وتعتبر فقاعات البلازما من الاكتشافات الحديثة نسبياً في مجال علوم الغلاف الجوي، حيث تم رصدها لأول مرة منذ 83 عاماً فقط في عام 1938 من قبل بوكر وويلز، وفي البداية، تمت الإشارة إلى هذه الفقاعات باسم الانتشار الاستوائي F، وتم رصدها على أنها أصداء غير منتظمة في قراءات الأيونوسوند، ولا يزال العلماء يبحثون بنشاط عن طبيعتها وتأثيراتها.
ولا تقتصر الظاهرة على مصر، يمكن أن تتشكل فقاعات البلازما في مناطق متعددة بالقرب من خط الاستواء، وخاصة خلال فترات النشاط الشمسي المتزايد، وتتمتع تقنية الرادار التي يستخدمها العلماء الصينيون بمدى اكتشاف واسع، مما يسمح لهم بمراقبة هذه الاضطرابات في مواقع متعددة حول العالم، بما في ذلك فوق الأهرامات، وكان ظهورها في هذا الموقع المحدد مصادفة إلى حد كبير بسبب العاصفة الشمسية في ذلك الوقت.
وإن فهم فقاعات البلازما أمر بالغ الأهمية لمستقبل الاتصالات عبر الأقمار الصناعية العالمية، ويمكن أن تؤدي هذه الفقاعات إلى حدوث انقطاعات في الإشارات تؤثر على كل شيء بدءاً من اتصالات الإنترنت وحتى دقة أنظمة تحديد المواقع العالمية، ومع المزيد من التقدم في أبحاث الرادار والغلاف الأيوني، يأمل العلماء في التخفيف من حدة هذه التأثيرات وتحسين استقرار الاتصالات العالمية.