أعلنت وكالة ناسا مؤخراً عن تطوير مركبة قمرية متقدمة، من المقرر أن تمكن أول رحلة استكشافية لسطح القمر في عام 2030، وهذه المركبة الجديدة، التي يتم تطويرها من خلال التعاون مع ثلاث شركات بارزة، مصممة خصيصاً للاستخدام في برنامج أرتميس التابع لوكالة ناسا، وستساعد رواد الفضاء في استكشاف التضاريس الصعبة للقمر، وخاصة في المناطق القطبية الجنوبية الوعرة.
وتم تصميم المركبة القمرية الجديدة التابعة لوكالة ناسا، أو مركبة التضاريس القمرية (LTV)، لدعم المتطلبات الفريدة لمهام أرتميس، وستكون مركبة خفيفة الوزن ولكنها متينة للغاية وقادرة على العمل بشكل مستقل من خلال الذكاء الاصطناعي، وستسمح قدرات الذكاء الاصطناعي للمركبة بالتنقل في الظروف القاسية وغير المتوقعة للبيئة القمرية دون سيطرة بشرية مباشرة، وهو أمر ضروري للاستكشاف في المناطق المتطرفة مثل القطب الجنوبي للقمر، وتقدم البيئة الصعبة في المنطقة عقبات مثل التقلبات الشديدة في درجات الحرارة والتضاريس الوعرة وفترات طويلة من الظلام.
وقد سلط جاكوب بليشر، كبير علماء الاستكشاف في إدارة تطوير أنظمة الاستكشاف في وكالة ناسا، الضوء على الميزة الاستراتيجية التي تتمتع بها المركبة القمرية الخفيفة، مشيراً إلى قدرتها على الوصول إلى مناطق لا يمكن الوصول إليها سيراً على الأقدام، وهذا من شأنه أن يفتح إمكانيات جديدة للأبحاث، مما يسمح لوكالة ناسا باستكشاف أجزاء لم يتم المساس بها من قبل من سطح القمر وإجراء تحقيقات علمية أساسية يمكن أن تساعد في تمهيد الطريق للمستعمرات القمرية المستقبلية.
ويهدف برنامج أرتميس إلى إعادة البشر إلى القمر، بهدف طويل الأمد يتمثل في إنشاء وجود بشري مستدام، وستكون مهمة أرتميس الثالثة، المخطط لها في عام 2026، أول مهمة مأهولة تصل إلى سطح القمر منذ عصر أبولو، ومن المتوقع أن تلعب المركبة القمرية دوراً حاسماً في أرتميس الخامسة، المقرر لها عام 2030، مما يمكن رواد الفضاء من القيام برحلات استكشافية أطول وأكثر تنوعاً عبر سطح القمر.
وتعمل ناسا حالياً مع ثلاث شركات، تتنافس جميعها على إنشاء نموذج المركبة الخفيفة المفضلة لمهمة أرتميس 5، وتُكلف كل شركة بتصميم وبناء واختبار نموذج أولي يلبي المعايير العالية التي وضعتها ناسا للأداء والمتانة والموثوقية، ويهدف النهج التنافسي إلى تشجيع الإبداع وتزويد ناسا بمجموعة من خيارات التصميم لضمان تحسين المركبة الخفيفة بالكامل لمهام أرتميس.