شرعت وكالة ناسا في مهمة رائدة لدراسة 16 Psyche، وهو كويكب تقدر قيمته بـ 10 كوينتيليون دولار بسبب تركيبته المعدنية الغنية، ويمكن لهذا الجسم السماوي، الواقع في حزام الكويكبات بين المريخ والمشتري، أن يقدم رؤى لا تقدر بثمن حول تكوين نظامنا الشمسي والنواة الغامضة لكوكبنا الأرض.
واكتشفه عالم الفلك الإيطالي أنيبالي دي جاسباريس عام 1852، ويبرز 16 Psyche باعتباره أكبر كويكب معدني تم اكتشافه على الإطلاق، ويبلغ عرضه 173 ميلاً عند أوسع نقطة وطوله 144 ميلاً، وتبلغ مساحته السطحية حوالي 64000 ميل مربع، ويشكل الكويكب، الذي يتخذ شكلًا غير منتظم مثل البطاطس، حوالي 1٪ من الكتلة الإجمالية لحزام الكويكبات، وتم تصنيفه على أنه كويكب من النوع M، ويعتقد أن تركيبته تشمل معادن مثل الحديد والنيكل والذهب والبلاتين والبلاديوم - وهي عناصر أساسية للتكنولوجيا والتطبيقات الصناعية.
وتتجاوز القيمة المقدرة للكويكب بـ 10 كوينتيليون دولار القيمة الإجمالية للاقتصاد العالمي، ومع ذلك، تركز مهمة ناسا على العلم بدلاً من استخراج الموارد، ويعتقد الباحثون أن 16 سايكي قد يكون بقايا نواة كوكبية شابة أو جسم معدني فريد من نوعه تشكل في مكان آخر في النظام الشمسيـ ومن خلال دراسته، يأمل العلماء في الكشف عن أسرار حول تكوين الكواكب، وخاصة النواة المعدنية التي يصعب الوصول إليها للأرض.
وسلطت نيكولا فوكس، المديرة المساعدة في إدارة مهمة العلوم في ناسا، الضوء على أهمية المهمة، وقالت: "من خلال دراسة سايكي، نأمل في فهم كوننا ومكاننا فيه بشكل أفضل، وخاصة النواة المعدنية الغامضة والتي يصعب الوصول إليها لكوكبنا الأرض."
وتم إطلاق مركبة الفضاء سايكي، التي سميت على اسم الكويكب نفسه، في 13 أكتوبر 2023، من مركز كينيدي للفضاء، وتمثل هذه المهمة الأولى لوكالة ناسا لاستكشاف كويكب معدني. وتقطع المركبة الفضائية الآن رحلة مدتها ست سنوات، وتقطع مسافة 372 مليون ميل للوصول إلى وجهتها، ومن المتوقع أن تلتقطها جاذبية الكويكب بحلول أواخر يوليو 2029، وبعد ذلك ستدور حول سايكي لمدة عامين، وخلال هذا الوقت، سترسم خريطة لسطح الكويكب، وتلتقط صوراً مفصلة، وتحلل تركيبته للكشف عن أصوله.
والهدف الأساسي للمهمة هو دراسة التركيب المعدني الغني في سايكي وفهم كيفية تشكل الأجسام المعدنية وتطورها، ونظراً لعدم تمكن العلماء من الوصول مباشرة إلى قلب الأرض، فإن دراسة سايكي توفر فرصة فريدة لفهم تاريخ باطن الكواكب والعمليات التي شكلت نظامنا الشمسي، ويتكهن بعض الباحثين أيضاً بأن سايكي قد يكون بقايا نوع مختلف تماماً من الجسم الغني بالحديد، مما يزيد من الغموض المحيط به.
وعلى الرغم من أن ثروة الكويكب الهائلة من المعادن مغرية، إلا أن وكالة ناسا ليس لديها خطط لإعادة أي مواد إلى الأرض، وبدلاً من ذلك، تركز المهمة بالكامل على تعزيز المعرفة العلمية، وأكدت ليندي إلكينز تانتون، الباحثة الرئيسية في المهمة، على الأهمية العلمية للمهمة: "هذا ليس خط النهاية؛ إنه خط البداية للماراثون التالي، مركبتنا الفضائية في طريقها لمقابلة كويكبنا، وسنملأ فجوة أخرى في معرفتنا - ونرسم نوعًا آخر من العالم في نظامنا الشمسي".