وجهت مركبة الفضاء هيرا التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية (ESA)، والتي أطلقت في أوائل أكتوبر لاستكشاف نظام كويكبي ثنائي، انتباهها إلى الأرض، حيث التقطت سلسلة من الصور الغريبة والآسرة، وتم التقاط هذه الصور من مسافة تقارب 1.25 مليون ميل (2 مليون كيلومتر)، باستخدام جهاز التصوير الطيفي الفائق HyperScout H الخاص بالمركبة الفضائية.
ووفقاً لوكالة الفضاء الأوروبية، فإن الصور التي التقطتها هيرا تقدم الأرض بأطوال موجية متعددة من الضوء، مما يوفر أكثر من مجرد متعة بصرية، وأكد مارسيل بوبيسكو، أحد أعضاء الفريق من جامعة كرايوفا في رومانيا، أن هذه الصور لا تمثل فناً فضائياً جميلاً فحسب، بل توفر أيضاً ملاحظات قيمة لأنماط السحب على الأرض، وتؤكد هذه القدرة على تكنولوجيا التصوير المتقدمة للمركبة الفضائية، مما يدل على قدرتها على التقاط وتحليل البيانات من مسافات كبيرة.
وتم إطلاق مركبة الفضاء هيرا، وهي جزء من مهمة تديرها وكالة الفضاء الأوروبية، في 7 أكتوبر 2024، من محطة كيب كانافيرال الفضائية في فلوريدا على متن صاروخ فالكون 9 التابع لشركة سبيس إكس، وتهدف المهمة إلى دراسة عواقب اختبار إعادة توجيه الكويكبات المزدوج (DART) التابع لوكالة ناسا، وهي مبادرة دفاع كوكبي مصممة لاستكشاف طرق تحويل الكويكبات التي يحتمل أن تكون خطرة.
وركزت مهمة DART على التأثير على ديمورفوس، القمر الأصغر لزوج الكويكبات ديديموس وديمورفوس، ونجح هذا التأثير في تغيير مدار ديمورفوس حول ديديموس، مما أظهر طريقة لإعادة توجيه الكويكبات التي قد تشكل تهديداً للأرض، وفي حين تم ملاحظة النتائج الأولية لـ DART فقط من خلال التلسكوبات، فإن مهمة هيرا هي دراسة التأثير عن قرب، وتقديم رؤى أعمق حول تأثيراته.
ولعب جهاز التصوير الطيفي الفائق HyperScout H الموجود على مركبة الفضاء Hera دوراً حاسماً في التقاط الصور الحديثة للأرض، وستكون هذه الأداة حيوية أيضاً عندما تصل المركبة الفضائية إلى ديمورفوس في عام 2026، المكلفة بفحص التركيب المعدني للكويكب، وكان الاختبار المبكر، الذي تضمن توجيه جهاز التصوير إلى الأرض، بمثابة معايرة ناجحة لوظائف الأداة.
وأعربت جوليا دي ليون، الباحثة الرئيسية من معهد الفيزياء الفلكية في جزر الكناري، عن حماسها بشأن هذا الاختبار الأولي: "كان اختبار المعايرة الأول هذا تجربة مثيرة، حيث أظهر أن الأداة وسلسلة معالجة البيانات الخاصة بها تعمل بشكل جيد"، وتشير النتيجة الإيجابية لهذه التجربة إلى أن Hera تسير على الطريق الصحيح لتحقيق هدفها الطموح المتمثل في تحليل الكويكبات عن قرب.
وستساهم دراسة Hera عن قرب لديمورفوس بشكل كبير في فهم آليات وعواقب مهمة DART، ومن خلال فحص سطح الكويكب وموقع الاصطدام مباشرة، يأمل العلماء في جمع البيانات التي من شأنها تعزيز استراتيجيات الدفاع الكوكبي، وقد تكون هذه المعلومات محورية للمساعي المستقبلية الرامية إلى حماية الأرض من تهديدات الكويكبات.