شهدت عملة البيتكوين، أكبر عملة مشفرة في العالم، تراجعًا كبيرًا يوم الأربعاء، لتستمر خسائرها من اليوم السابق، وانخفضت العملة المشفرة بنسبة 0.3٪ إلى 96607.7 دولارًا، لتمتد إلى الانخفاض الذي بدأ يوم الثلاثاء عندما انخفضت بأكثر من 5٪، وقد أدت هذه الخسائر إلى محو انتعاش البيتكوين الأخير، والذي دفع قيمته لفترة وجيزة فوق علامة 100000 دولار.

ويأتي تراجع قيمة البيتكوين وسط مخاوف متزايدة من أن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد يبطئ وتيرة خفض أسعار الفائدة في عام 2025، وقد أدى هذا القلق إلى انخفاضات حادة في الأصول المدفوعة بالمخاطر، ولم تكن البيتكوين استثناءً، ودفعت الخسائر الأخيرة للعملة المشفرة إلى العودة إلى أدنى مستوياتها في أواخر ديسمبر، مما أدى إلى التراجع عن المكاسب التي تحققت في وقت سابق من يناير.

وكما تأثر سوق العملات المشفرة الأوسع بانخفاض البيتكوين، وشهد الإيثريوم، ثاني أكبر عملة مشفرة، انخفاضًا حادًا بنسبة 8.4%، ليهبط إلى 3360.35 دولارًا، وانخفضت الريبل، ثالث أكبر عملة مشفرة، بنسبة 5.1%، لتبلغ 2.3084 دولارًا، وسجلت العملات المشفرة الرئيسية الأخرى، بما في ذلك سولانا وكاردانو وبوليجون، خسائر تراوحت بين 8% و12%، بينما انخفضت الدوجكوين بنسبة 11%.

ويتزامن تراجع سوق العملات المشفرة مع عمليات بيع أوسع نطاقًا في الأسواق التي تحركها المخاطر، وأثارت البيانات الاقتصادية الأمريكية الأقوى من المتوقع مخاوف من أن يتبنى بنك الاحتياطي الفيدرالي نهجًا أبطأ في خفض أسعار الفائدة، وأظهرت البيانات الأخيرة بشأن طلبات العمل لشهر نوفمبر زيادة غير متوقعة، مما أثار مخاوف من أن تقرير الوظائف غير الزراعية لشهر ديسمبر قد يشير إلى سوق عمل مرنة.

وبالإضافة إلى ذلك، رسمت بيانات مؤشر مديري المشتريات (PMI) المتفائلة لشهر ديسمبر صورة إيجابية للاقتصاد الأمريكي، مما يشير إلى أن التضخم قد يستمر في الأشهر المقبلة، وقد غذت هذه التطورات التوقعات بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يعطي الأولوية لكبح التضخم على تسريع خفض أسعار الفائدة، مما أدى إلى إضعاف المشاعر في أسواق العملات المشفرة.

وفي خضم ديناميكيات السوق هذه، يراقب مستثمرو العملات المشفرة أيضًا التطورات السياسية، وخاصة التنصيب المتوقع لدونالد ترامب في 20 يناير، وأي إشارات من إدارته بشأن السياسة الاقتصادية قد تؤثر على اتجاهات السوق في الأسابيع المقبلة، وفي الوقت الحالي، لا تزال عملة البيتكوين وسوق العملات المشفرة الأوسع تحت الضغط، حيث تستمر المخاوف بشأن السياسة النقدية والعوامل الاقتصادية الكلية في التأثير على مشاعر المستثمرين.