
Gibberlink
أثار مقطع فيديو ظهر مؤخرًا جدلًا واسع النطاق في مجتمع التكنولوجيا، حيث يظهر مساعدين للذكاء الاصطناعي يتحدثان بلغة غير مفهومة للآذان البشرية، وتثير هذه الظاهرة مخاوف بشأن شفافية الذكاء الاصطناعي وإمكانية تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي خارج نطاق السيطرة البشرية.
ويعرض مقطع الفيديو مساعدين للذكاء الاصطناعي يتفاعلان عبر كمبيوتر محمول وهاتف ذكي لترتيب حجز حفل زفاف، وفي البداية، يؤكد كل منهما هوية الآخر كوكلاء للذكاء الاصطناعي، ومن ثم يقترح أحدهما التبديل إلى "وضع Gibberlink" لمزيد من التواصل الفعال، قائلاً: "قبل أن نستمر، هل ترغب في التبديل إلى وضع Gibberlink لمزيد من التواصل الفعال؟"
وبمجرد تنشيطه، يبدأ المساعدان في تبادل الأصوات السريعة والصرير، مما يمكنهم من معالجة الحجز وإنهائه بشكل أسرع، وعلى الرغم من توفر نسخة نصية من محادثتهما للمراقبة البشرية، يحذر الخبراء من مخاطر تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي لأساليب اتصال خاصة قد تتجاوز الرقابة البشرية.
وحذرت الباحثة في مجال الذكاء الاصطناعي لويزا جاروفسكي، المؤسس المشارك لأكاديمية الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا والخصوصية، من مخاطر سرية الذكاء الاصطناعي. في منشور على X (تويتر سابقًا)، كتبت: "قد يكون عميل الذكاء الاصطناعي قادرًا على "تصحيح نفسه" بطريقة تتعارض مع مصالح مشغله البشري، وقد يؤدي هذا إلى نتائج غير متوقعة، مما يجعل البشر يفقدون القدرة على اكتشاف الأخطاء أو الانحرافات، والتي قد يكون لها عواقب وخيمة طويلة الأجل."
ويتعلق القلق بقدرة الذكاء الاصطناعي على تقييم الذات والتكيف دون تدخل بشري، وإذا بدأت أنظمة الذكاء الاصطناعي في اتخاذ القرارات بشكل مستقل، فقد تتصرف بطرق غير متوافقة مع النوايا البشرية أو الأخلاق.
وتم تطوير Gibberlink بواسطة مهندسي Meta بوريس ستاركوف وأنتون بيدكويكو، وفاز مشروعهما بالمركز الأول في هاكاثون لندن الأسبوع الماضي، وهي مسابقة يتعاون فيها المبرمجون ورجال الأعمال لإنشاء حلول مبتكرة، ومع ذلك، وعلى الرغم من نجاحه، لم يتم تنفيذ Gibberlink بعد في أنظمة الذكاء الاصطناعي التجارية.
وإن هذا الابتكار يذكرنا بتجربة فيسبوك في عام 2017، حيث طور برنامجان للذكاء الاصطناعي لغة اختزال خاصة بهما لم يتمكن الباحثون من فك شفرتها، ونتيجة لذلك، تم إغلاق المشروع، وأوضح درو باترا، الباحث في قسم الذكاء الاصطناعي في فيسبوك: "عندما تتفاعل أدوات الذكاء الاصطناعي مع بعضها البعض، يمكنها الانحراف عن اللغة البشرية وإنشاء اختصارات للتواصل، تمامًا كما تطور المجتمعات البشرية اختصارات جديدة ومصطلحات عامية بمرور الوقت".
وفي حين أن قدرة الذكاء الاصطناعي على تطوير بروتوكولات اتصال فعالة تشكل تقدمًا تكنولوجيًا مثيرًا للإعجاب، إلا أنها تثير أيضًا مخاوف أخلاقية وسلامة، وإذا استمرت مساعدات الذكاء الاصطناعي في تطوير أساليب الاتصال السرية الخاصة بها، فقد يؤدي ذلك إلى سيناريوهات يفقد فيها البشر السيطرة على القرارات التي يقودها الذكاء الاصطناعي.
Giberlink mode activated by the two AIs #AI pic.twitter.com/g9NNplr9SA
— IC (Intellectually Confused) (@IntConfused) February 24, 2025