Smartphones

تطورت الهواتف الذكية من مجرد أدوات اتصال بسيطة إلى أجهزة متطورة مدعومة بالذكاء الاصطناعي، وقد أحدث هذا التحول ثورة في جوانب مختلفة من تجربة المستخدم، جاعلاً الهواتف الذكية أكثر ذكاءً وكفاءةً وبديهية، ومن تحسين التصوير إلى تعزيز الأداء والتفاعل، يُعيد الذكاء الاصطناعي صياغة مفهوم الهواتف الذكية بطرق لم تكن مُتخيلة في السابق.

ويُعد التصوير الفوتوغرافي من أبرز المجالات التي أحدث فيها الذكاء الاصطناعي تأثيراً كبيراً، ولم تعد الهواتف الذكية الحديثة تعتمد فقط على الميجابكسل لالتقاط صور عالية الجودة، وبدلاً من ذلك، تُحسّن البرامج المُدعمة بالذكاء الاصطناعي جودة الصورة من خلال ضبط الإضاءة والتباين والألوان تلقائياً، ويسمح التحليل الفوري للذكاء الاصطناعي بتمييز العناصر المختلفة في المشهد، مما يُحسّن الصورة النهائية.

وتُزيل ميزات مثل Magic Eraser في هاتف Google Pixel 8 العناصر غير المرغوب فيها بذكاء، بينما تضمن ميزة Best Take أفضل تعابير الوجه في الصور الجماعية، وتجعل هذه التطورات التصوير الفوتوغرافي بالهواتف الذكية أكثر سهولةً واحترافية، حتى للمستخدمين ذوي مهارات التصوير المحدودة.

وتطورت المساعدات الافتراضية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، مثل Siri وGoogle Assistant وBixby، لتتجاوز مجرد تنفيذ الأوامر الصوتية، فهي الآن قادرة على فهم السياق، ومعالجة الجمل المعقدة بدقة أكبر، وتنفيذ أوامر متعددة في آنٍ واحد، حتى بدون اتصال بالإنترنت، وتساعد هذه المساعدات الذكية المستخدمين على إدارة جداولهم، والتحكم في التطبيقات، والتفاعل بسلاسة مع الميزات الأخرى على هواتفهم الذكية، وتشير التحسينات المستمرة في المساعدات الافتراضية المدعومة بالذكاء الاصطناعي إلى مستقبل تتنبأ فيه الهواتف الذكية باحتياجات المستخدم بدلاً من مجرد الاستجابة للأوامر.

ولعب الذكاء الاصطناعي أيضًا دورًا حاسمًا في تحسين أداء الهواتف الذكية وكفاءة استهلاك الطاقة، وتتضمن المعالجات المتقدمة، مثل Snapdragon 8 Gen 3 وApple A17 Pro، وحدات ذكاء اصطناعي مخصصة لتحسين توزيع الموارد. تتعلم إدارة الطاقة المدعومة بالذكاء الاصطناعي سلوك المستخدم لضبط استهلاك البطارية، مما يطيل عمرها ويضمن تجربة تشغيل أكثر سلاسة، ومن خلال الإدارة الذكية لموارد الهاتف، يقلل الذكاء الاصطناعي من نشاط الخلفية غير الضروري ويعزز الكفاءة العامة.

وعلى الرغم من المزايا العديدة، إلا أن دمج الذكاء الاصطناعي في الهواتف الذكية يطرح تحديات، لا سيما فيما يتعلق بالخصوصية والأمان، وتعتمد أنظمة الذكاء الاصطناعي على جمع بيانات المستخدم وتحليلها، مما يثير مخاوف بشأن حماية البيانات، ويعني الاستخدام المتزايد للخدمات السحابية تخزين المعلومات الحساسة غالبًا على خوادم خارجية، مما يجعلها عرضة للاختراقات الأمنية.

ومن المخاوف الرئيسية الأخرى الاعتماد المفرط على التكنولوجيا، فمع تولي الذكاء الاصطناعي مهام مثل التصوير والبحث واتخاذ القرارات، قد يفقد المستخدمون تدريجيًا مهاراتهم الشخصية في هذه المجالات، ويثير هذا الاعتماد تساؤلات حول التأثير طويل المدى للذكاء الاصطناعي على الإبداع البشري والتفكير المستقل.

وبالنظر إلى المستقبل، من المتوقع أن يجعل الذكاء الاصطناعي الهواتف الذكية أكثر استقلالية، وستتمكن الأجهزة المستقبلية المدعومة بالذكاء الاصطناعي من التنبؤ باحتياجات المستخدم، وإرسال رسائل آلية، وتخصيص المحتوى بناءً على العادات اليومية، كما قد يُمكّن الذكاء الاصطناعي الهواتف من إدارة الطاقة بكفاءة أكبر، مما يضمن عمر بطارية أطول دون تدخل المستخدم.




إقراء إيضاً : إليك طريقة تحميل وإستخدام خرائط جوجل بدون إنترنت ! .. متابعة القراءة