.webp)
Fetal
في حالة طبية مذهلة ونادرة للغاية، نجح الأطباء في إزالة جنين من دماغ فتاة أمريكية تبلغ من العمر عامًا واحدًا، وتم الاكتشاف بعد أن أظهرت الطفلة علامات تأخر في النمو الحركي، ومحيط رأس كبير بشكل غير عادي، وتراكم السوائل في الدماغ، وهذه الحالة، التي أوردتها لايف ساينس، جذبت انتباهًا عالميًا نظرًا لندرتها وتعقيدها.
ووفقًا لتقرير نُشر في مجلة Neurology، تم تحديد الكتلة الموجودة داخل دماغ الطفل على أنها "توأم أحادي المشيمة ثنائي السلى"، وهذا يعني أنه أثناء الحمل، كان التوأمان يشتركان في نفس المشيمة ولكنهما كانا محاطين بكيسين سلويين منفصلين، وينشأ مثل هذا التوأم من بويضة مخصبة واحدة، مما يجعلهما متطابقين وراثيًا.
وتحدث الحالة، المعروفة باسم الجنين داخل الجنين أو "التوأم الطفيلي"، عندما يحيط جنين بجنين آخر أثناء التطور المبكر، ويتوقف هذا الجنين المحبوس عن النمو بينما يستمر الآخر في النمون وعادة ما توجد مثل هذه الحالات في تجويف البطن، ولكن في هذه الحالة، تم اكتشاف التوأم غير المكتمل النمو داخل الدماغ - وهو سيناريو غير عادي ومعقد للغاية.
ويُقدر أن ظاهرة الجنين داخل الجنين تحدث في 1 فقط من كل 500000 ولادة حية، وعادة، يظهر التوأم غير المكتمل النمو ككتلة في بطن الجنين المضيف، وغالبًا ما تكون مخفية خلف أنسجة جدار البطن، ومع ذلك، في هذه الحالة، تم العثور على التوأم غير المكتمل النمو داخل الدماغ، وهي حالة تم توثيقها في أقل من 20 حالة في جميع أنحاء العالم.
ويشرح الباحثون أن الجنين داخل الجنين يحدث بسبب الانفصال غير الكامل للخلايا الجنينية خلال المراحل المبكرة جدًا من النمو، وتبدأ البويضة المخصبة كمجموعة من الخلايا المعروفة باسم الكيسة الأريمية، والتي يجب أن تنقسم إلى جنينين منفصلين في حالة التوائم المتطابقة، ومع ذلك، في حالات نادرة، تظل هذه الخلايا متصلة جزئيًا.
ومع نمو الجنين المضيف، يمكن لأجزاء من جسمه - على وجه التحديد، الدماغ الأمامي - أن تغلف التوأم غير المتطور، مما يؤدي إلى امتصاصه داخل الدماغ، وتحدث هذه العملية أثناء تكوين الصفيحة العصبية، وهي البنية التي تؤدي في النهاية إلى ظهور الجهاز العصبي.
وفي حين تم الإبلاغ عن حالات الجنين داخل الجنين من قبل، فإن وجود توأم طفيلي داخل الجمجمة نادر للغاية، وأبرزت دراسة أجريت عام 2020 ونشرت في مجلة World Neurosurgery أن أقل من 20 حالة من هذا القبيل تم توثيقها على مستوى العالم، وهذا يجعل الحالة الأخيرة للفتاة الأمريكية حدثًا غير عادي وذو أهمية علمية.
ويمثل الإزالة الجراحية الناجحة للتوأم غير المتطور من دماغ الطفل إنجازًا رائدًا في العلوم الطبية، وعلى الرغم من أن الجنين داخل الجنين يظل أحد أندر الحالات المسجلة على الإطلاق، إلا أن كل حالة جديدة توفر رؤى قيمة حول التطور الجيني والتدخلات الطبية، وتعمل هذه القصة غير العادية كتذكير بتعقيدات علم الأحياء البشري والتقدم الملحوظ في الطب الحديث.