Cancer
حقق علماء في مركز التكنولوجيا الحيوية بجامعة رايس تقدمًا ملحوظًا في علاج السرطان من خلال تطوير "مصنع سايتوكين" قابل للزرع، مصمم لتعزيز الاستجابة المناعية للجسم ضد الأورام التي يصعب علاجها، ويمثل هذا الجهاز المبتكر نهجًا جديدًا واعدًا في مكافحة أنواع السرطان العدوانية التي غالبًا ما تقاوم العلاجات التقليدية.
وتعمل هذه الغرسة الصغيرة عن طريق وضعها مباشرة بالقرب من الأورام السرطانية، حيث تُطلق بروتينًا قويًا مُحفزًا للمناعة يُسمى إنترلوكين-12 (IL-12)، ويعمل هذا البروتين كإشارة كيميائية تُنشط دفاعات الجسم الطبيعية، وبخلاف العلاجات التقليدية التي تؤثر على الجسم بأكمله، يُوصل هذا النهج المُستهدف العلاج بدقة إلى المكان الأكثر حاجة إليه، مما قد يُقلل من الآثار الجانبية مع زيادة فعاليته.
وأظهرت الاختبارات المبكرة نتائج مُشجعة بشكل خاص، ونجح الجهاز في تحفيز خلايا مناعية متخصصة تُسمى خلايا Tpex، والتي تلعب دورًا حاسمًا في الحفاظ على الحماية طويلة الأمد ضد السرطان، وفي النماذج المختبرية، أظهر العلاج نجاحًا باهرًا ضد العديد من أنواع السرطان الصعبة، بما في ذلك الورم الميلانيني النقيلي وسرطانات البنكرياس والقولون والمستقيم التي يصعب علاجها، والأهم من ذلك، أن العلاج أثبت نجاحه، سواءً بمفرده أو عند دمجه مع أدوية العلاج المناعي المتاحة.
وكانت اختبارات السلامة على الحيوانات واعدة بنفس القدر، وأفاد الباحثون بعدم وجود آثار سمية ملحوظة على الفئران والرئيسيات، وهي نتيجة بالغة الأهمية تُحسّن فرص اعتماد العلاج للتجارب البشرية، ويعالج ملف السلامة هذا أحد التحديات الرئيسية في تطوير العلاج المناعي للسرطان.
ويستعد فريق البحث، بقيادة الدكتور أوميد فيسيه، لتقديم طلب إلى إدارة الغذاء والدواء الأمريكية في أوائل عام 2026 لبدء التجارب السريرية على البشر، وأكد الدكتور فيسيه على أهمية نهجهم قائلاً: "صُمم مصنع IL-12 الخاص بنا لتعزيز العلاجات المناعية للسرطان مع تقليل السمية - وهو مزيج حاسم ضروري لمكافحة الأورام الخبيثة".
وقد رحّب خبراء آخرون في هذا المجال بهذه النتائج، وأشار الدكتور ناثان ريتكر-فلين من جامعة ستانفورد إلى أنه: "على الرغم من أن استخدام الجهاز المناعي لمكافحة الأورام الصلبة يُظهر نتائج واعدة، إلا أن المخاوف المتعلقة بالسلامة شكلت عقبة رئيسية، ويُظهر هذا البحث تأثيرات علاجية قوية وسلامة ممتازة، وهو أمر بالغ الأهمية مع توجهنا نحو التجارب البشرية"، ونُشرت الدراسة كاملةً في المجلة العلمية Cancer Immunotherapy، مما يُمثل خطوةً مهمةً إلى الأمام في أبحاث علاج السرطان.