Zombie Cells
بينما يُستحضر مصطلح "زومبي" صور الموتى الأحياء من روايات الرعب، فإن واقع أجسادنا أكثر تعقيدًا ودقة، وقد حدد العلماء "خلايا الزومبي"، أو بالأحرى الخلايا الهرمة، وهي خلايا هَرِمة توقفت عن الانقسام لكنها ترفض الموت بعناد، ورغم ارتباطها غالبًا بعمليات مثل الالتهاب والشيخوخة المتسارعة في أجزاء مختلفة من الجسم، إلا أن أبحاثًا رائدة تكشف عن دور أكثر تعقيدًا لهذه الخلايا الجلدية الزومبية، مما يشير إلى أن أنواعًا فرعية معينة قد تُسهم بالفعل في عملية التئام الجروح الحيوية.
وتُلقي دراسة حديثة أجرتها جامعة جونز هوبكنز، ونشرتها مجلة Popular Science في مجلة Science Advances، الضوء على الطبيعة المتنوعة لهذه الخلايا الجلدية الهرمة، وتشير الدراسة إلى أنه في حين أن بعض خلايا الجلد الزومبية قد تُسهم بالفعل في آثار ضارة في أماكن أخرى من الجسم، فإن بعضها الآخر يلعب دورًا مفيدًا في تعديل الاستجابة المناعية أثناء التئام الجروح، ويتحدى هذا الاكتشاف النظرة التبسيطية للخلايا الهرمة على أنها ضارة تمامًا، ويفتح آفاقًا جديدة ومثيرة للتدخلات العلاجية.
ولفهم هذه الثنائية، من الضروري تحديد ماهية هذه "الخلايا الزومبي" تحديدًا، وخلايا الجلد الهرمة هي في الأساس خلايا جلدية هَرِمة وصلت إلى نهاية عمرها التكاثري ولكنها لم تخضع للموت الخلوي المبرمج (الموت الخلوي المبرمج)، وتختلف هذه الخلايا عن الخلايا المناعية أو خلايا العضلات الهرمة، على الرغم من أنها تشترك في سمة كونها في حالة هَرِمة، ومن المثير للاهتمام، أنه عندما تنتقل خلية الجلد إلى هذه الحالة الشبيهة بالزومبي، فإنها لا تتبع مسارًا واحدًا.
وتشير الدراسة إلى أن خلايا الجلد الهرمة يمكن أن تسلك أحد ثلاثة مسارات مختلفة، مما يؤدي إلى تطوير أنواع فرعية مميزة، لكل منها وظائف مختلفة محتملة، واستخدم فريق البحث في جامعة جونز هوبكنز تقنيات تعلم آلي متطورة وتقنيات تصوير متقدمة لمقارنة عينات خلايا الجلد المأخوذة من 50 متبرعًا سليمًا من مختلف الأعمار (من 20 إلى 90 عامًا) بدقة، وركز الباحثون تحديدًا على الخلايا الليفية، وهي الخلايا الموجودة داخل الجلد والمسؤولة عن إنتاج الهيكل الهيكلي للأنسجة.
ولمحاكاة عملية الشيخوخة في بيئة مختبرية خاضعة للرقابة، قاموا بتحفيز الشيخوخة في هذه الخلايا الليفية عن طريق إتلاف حمضها النووي عمدًا، وهي عملية تحدث بشكل طبيعي مع مرور الوقت، ونتيجة لذلك، احتوت العينات المسنة التي تم تحليلها في المختبر على مزيج من الخلايا الليفية السليمة غير الهرمة والخلايا الهرمة المثيرة للاهتمام.
وتضمنت المرحلة التالية من الدراسة استخدام صبغات متخصصة لالتقاط صور مفصلة لأشكال الخلايا الفردية، وتم قياس 87 سمة فيزيائية مختلفة لكل خلية ليفية بدقة، مما سمح للباحثين بتصنيف الخلايا إلى مجموعات مميزة بناءً على مورفولوجيتها، وكشف تحليل هذه الثروة من البيانات أن الخلايا الليفية توجد في أحد عشر شكلًا وحجمًا مختلفًا.
والأهم من ذلك، وُجد أن ثلاثة من هذه الأشكال المميزة - المحددة باسم C7 وC10 وC11 - هي سمة مميزة لخلايا الجلد الهرمة، ومع ذلك، ظهرت نتيجة مهمة وذات صلة علاجية محتملة: وُجد أن نوعًا فرعيًا واحدًا فقط من الخلايا الليفية الهرمة، وهو C10، أكثر انتشارًا لدى المتبرعين الأكبر سنًا، ويشير هذا إلى أن خلايا الجلد الزومبي ليست جميعها متساوية، وأنه قد تكون هناك فرصة لاستهداف الأنواع الضارة والقضاء عليها بشكل انتقائي مع الحفاظ على الأنواع المفيدة.
ولهذه النتيجة الرئيسية آثار عميقة على تطوير أدوية وعلاجات جديدة، ومن خلال تحديد النوع الفرعي الهرم (C10) الذي يساهم في الالتهاب والمرض، يمكن للباحثين الآن التركيز على ابتكار علاجات تستهدف هذه الخلايا الضارة وتقضي عليها بشكل تفضيلي، مع ترك الأنواع الفرعية الهرمة المفيدة المحتملة سليمة، وهذا مهم بشكل خاص نظرًا لارتباط خلايا الزومبي الأكثر ضررًا بمجموعة من الأمراض المرتبطة بالعمر، بما في ذلك الحالات العصبية التنكسية مثل الخرف وأمراض القلب والأوعية الدموية واضطرابات التمثيل الغذائي مثل داء السكري، وحتى السرطان.