Fasting

هل تعلم أن رواد الفضاء يقضون أحياناً أشهراً خارج الغلاف الجوي للأرض؟ في حين أن هذا قد لا يبدو غير عادي، إلا أن الأمر المذهل حقاً هو الظاهرة التي يواجهونها: مشاهدة 16 شروقاً وغروباً كل يوم، ويشكل هذا الجانب الغريب من الحياة في الفضاء تحدياً فريداً لرواد الفضاء المسلمين الذين يصومون خلال شهر رمضان.

وتخيل أنك تعيش في مكان تشرق فيه الشمس وتغرب 16 مرة كل يوم، وبالنسبة لرواد الفضاء الذين يدورون حول الأرض، هذا هو واقعهم، ومع التحول المستمر ليلاً ونهاراً، يصبح مفهوم الصيام معقداً للغاية، وفكر العلماء في كيفية التوفيق بين روتين صيام رواد الفضاء والإطار الزمني غير المعتاد لأيامهم.

ولنتأمل هذا السيناريو: يستمر "يوم" رائد الفضاء في الفضاء 45 دقيقة فقط، بما في ذلك فترة قصيرة من الفجر والغسق، وكل 90 دقيقة، يختبرون دورة كاملة من النهار والليل، لذا، في الأساس، سيصوم رائد الفضاء لمدة 45 ساعة فقط خلال شهر رمضان.

وفي العام الماضي، خلال شهر رمضان، واجه رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي هذه المعضلة، وفي النهاية، قرر عدم الصيام، بسبب مخاوفه بشأن الحفاظ على التغذية الكافية والترطيب في ظروف الفضاء الصعبة، وكان هذا القرار يتماشى مع المبادئ التوجيهية التي قدمتها سلطات الفضاء، والتي تعطي الأولوية لصحة ورفاهية رواد الفضاء.

وبالمثل، اختار رائد الفضاء الماليزي الشيخ مظفر شاكور، الذي غامر بالذهاب إلى الفضاء في عام 2007، أن يفطر أيضاً، ولقد شكلت الظروف خارج الكوكب تحديات عملية جعلت الصيام غير ممكن بالنسبة له.

ومع ذلك، كانت هناك حالات اختار فيها رواد الفضاء الصيام أثناء وجودهم في الفضاء، وانطلق الأمير سلطان بن سلمان، أول رائد فضاء عربي مسلم، في مهمة إلى الفضاء عام 1985 خلال شهر رمضان المبارك، وعلى الرغم من التعقيدات اللوجستية، إلا أنه ظل ثابتا على التزامه بالصيام.

وفي 29 رمضان 1405هـ، صلى الأمير سلطان صلاة الفجر على الأرض قبل رحلته إلى الفضاء، وبمجرد وصوله إلى المدار، التزم بجدول الصيام بناءً على المنطقة الزمنية لنقطة انطلاقه – فلوريدا، وحتى عندما عرض عليه زميله رائد الفضاء جون فابيان التفاح والتمر، رفض الأمير سلطان، حيث لا يزال أمامه عدة ساعات قبل أن يتمكن من الإفطار وفقاً لمنطقته الزمنية المحلية على الأرض.

وقد استرشد هذا القرار بحكم ديني، أو فتوى، تؤكد أهمية الحفاظ على جدول الصيام بناءً على المنطقة التي بدأ فيها على الأرض، ويمثل الصيام في الفضاء تقاطعاً فريداً بين الالتزام الديني والاستكشاف العلمي، في حين أن الاعتبارات العملية قد تدفع رواد الفضاء في بعض الأحيان إلى التخلي عن الصيام، فقد يختار آخرون الحفاظ على التزاماتهم الدينية على الرغم من التحديات التي تفرضها الحياة خارج الأرض.